أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، على أهمية إنهاء الإرهاب في سوريا ودعم عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بشكل طوعي، إضافة إلى دعم عملية إعادة الإعمار.
جاءت تصريحات الصفدي في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وأشار الصفدي إلى أن قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، يسعى لبناء سوريا بغض النظر عن الانتماءات، لكنه تساءل عن الكيفية التي سيتم بها ذلك.
وأضاف: “نحن متفقون على أهمية إنهاء الإرهاب في سوريا، وعلينا تشجيع اللاجئين على العودة إلى وطنهم”.
وأوضح الوزير الأردني أن الأردن يستضيف حالياً 1.3 مليون لاجئ سوري، مؤكداً أن الأردن “ليست في عجلة من أمرها لإعادتهم إلى سوريا، بل يجب أن تكون العودة طوعية”.
كما لفت إلى أن القيادة السورية الجديدة وجدت نفسها مسؤولة عن إعادة إعمار بلد دمرته الحرب الطويلة، مشدداً على ضرورة تقديم الدعم لها لتحقيق ذلك.
واختتم الصفدي تصريحاته بالتأكيد على أهمية التعاون الدولي لمساعدة سوريا في تجاوز التحديات الراهنة وإعادة بناء ما دمرته سنوات الصراع.
وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس السقال لمنصة SY24: “لقد عانت الأردن الشقيقة الكثير الكثير خلال 14 سنة مضت، فقد تحملت عناء المهجرين من إخوانهم وأهلهم وأصهارهم من السوريين بسبب قمع ووحشية النظام السوري، إضافة إلى إعاقة التجارة وإغلاق أبواب الاستيراد والتصدير، والأهم من ذلك هو الخطر الكبير من سياسة النظام السوري المجرم في ترويج المخدرات “الكبتاغون” وإغراق الدول المجاورة بهذه السموم القاتلة”.
وتابع: “وبالنسبة لدور لتصريحات الصفدي فهي محورية ولازمة وعاجلة، فالقضاء على الإرهاب يُعدّ شرطًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار في سورية والمنطقة، والصفدي يربط هذه المهمة بتحولات سياسية، مما يجعل رؤية الاستقرار السياسي ضروريًا لإنهاء الجماعات الإرهابية”.
ولفت إلى أن العودة الطوعية فتتطلب بيئة آمنة ومستقرة داخل سورية، تشمل ضمان الأمان، وإعادة بناء البنية التحتية، واستعادة الخدمات الأساسية. ما يتماشى مع المعايير الدولية التي ترفض إجبار اللاجئين على العودة قبل تحقيق ظروف ملائمة، إذ يعدّ استقرار سورية مصلحة مشتركة، خاصة للدول المجاورة كالأردن التي تواجه تحديات اقتصادية وأمنية بسبب الأزمة، كما أن التنسيق الدولي ضروري لإيجاد حلول سياسية ودعم إعادة الإعمار، وهو أمر لا يمكن لأي طرف القيام به بمفرده.
وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة إلى دمشق، حيث التقى بالإدارة السورية الجديدة.
وجاءت الزيارة كخطوة غير مسبوقة منذ سنوات، مما يعكس إدراكاً متزايداً لأهمية التنسيق بين الأردن وسوريا لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ومطلع العام الجاري، أعلن مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، مازن علوش، في تصريحات لوكالة “سانا”، عن اتفاق بين الجانبين السوري والأردني يقضي بالسماح لسيارات السفريات بالتنقل بين البلدين، وذلك في إطار جهود تنسيق مشتركة تهدف إلى تسهيل حركة النقل وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين، وأوضح أن الاتفاق يشمل تفعيل آلية منظمة لضمان سلاسة الحركة وتوفير خدمة نقل آمنة بين الجانبين.
وأكد وزير الصناعة والتجارة الأردني، يعرب القضاة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أردنية متطابقة، أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل انسياب البضائع وحركة الشحن بين البلدين، مشيراً إلى إمكانية إدخال كافة المنتجات الأردنية إلى سوريا، وأعقب ذلك، إعلان وزير الطاقة الأردني عن خطط لإرسال فرق فنية وتزويد سوريا بالغاز في المستقبل.