الرقة.. القدرة الشرائية غائبة رغم انخفاض أسعار اللحوم

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهدت أسواق مدينة الرقة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار اللحوم الحمراء، حيث تراجع سعر كيلو لحم الغنم إلى 90 ألف ليرة سورية بعد أن كان 150 ألفاً، وانخفض سعر كيلو لحم العجل إلى 100 ألف ليرة بعدما كان 160 ألفاً وفق ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.

ورغم هذا الانخفاض، إلا أن ضعف القدرة الشرائية لدى معظم السكان، لا سيما أصحاب الدخل المحدود، جعل اللحوم خارج متناول الكثير من العائلات.

مراسلنا التقى خلال جولته في السوق، خالد اللهيبي، وهو أحد القصابين في سوق الرقة والذي أرجع هذا الانخفاض إلى ضعف الحركة الشرائية في أسواق المواشي بسبب حالة القحط التي ضربت المنطقة، ما أدى إلى زيادة العرض مع تراجع الطلب.

وقال اللهيبي “رغم انخفاض الأسعار، إلا أن الناس بالكاد يأتون لشراء اللحوم، الوضع الاقتصادي سيئ للغاية، والحركة في السوق ضعيفة جداً”.

شاركه الرأي مصطفى العبيد، وهو قصاب آخر قائلاً :”كنا نتوقع أن ينعش انخفاض الأسعار السوق، لكن العائلات بالكاد تستطيع توفير قوتها اليومي، فكيف يمكنها شراء اللحوم؟”.

رغم التراجع في أسعار اللحوم، إلا أن هذا لم يخفف من معاناة السكان في الرقة، حيث تبقى القدرة الشرائية شبه معدومة لدى شريحة واسعة من المواطنين.

إبراهيم الشاهين، وهو عامل مياومة يبلغ من العمر 48 عاماً، يعجز عن شراء اللحوم لعائلته المكونة من ستة أفراد، قال في حديثه، إلينا: “أكبر كمية أستطيع شراءها هي 100 غرام، واستخدمها لطبخة بسيطة كي أُرضي أطفالي، لكن حتى هذا صار عبئاً علينا”.

يعكس هذا الواقع المعيشي المتردي للعوائل في الرقة الأثر العميق للأزمة الاقتصادية في سوريا، حيث لم تعد السلع الأساسية كافية لتلبية الاحتياجات اليومية، مما يدفع الكثيرين إلى الاستغناء عن الغذاء الذي كان يعد يوماً رمزاً للرفاهية.

كفاء العلي، وهي أرملة تعيش مع أطفالها، عبرت عن معاناتها أثناء حديثها معنا قائلة: “حتى لو أصبحت اللحمة بـ50 ألف ليرة، لن نتمكن من شرائها، نحن بالكاد نجد الخبز لنأكل، فما بالك باللحوم؟ حياتنا أصبحت صراعاً يومياً لتوفير الأساسيات”.

تعد الرقة واحدة من المدن السورية التي تعاني من آثار الحرب الطويلة التي ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والاقتصاد المحلي، فقد تأثرت القطاعات الحيوية مثل الزراعة وتربية المواشي بشكل مباشر، لا سيما مع موجات الجفاف المتكررة وانعدام الدعم الحكومي أو الدولي الكافي.

ويواجه سكان الرقة ارتفاعاً جنونياً في أسعار المواد الغذائية والاحتياجات اليومية الأخرى، في وقت لا يتجاوز فيه دخل عامل المياومة خمسة دولارات يومياً، هذا التفاوت الكبير بين الدخل والأسعار دفع الكثيرين إلى الاستغناء عن الأساسيات أو تقليص استهلاكهم اليومي إلى حدوده الدنيا، ما يجعل تحسين الظروف المعيشية حلماً صعب المنال في ظل غياب حلول جذرية للأزمة الاقتصادية في سوريا.

مقالات ذات صلة