تستعد 150 عائلة عراقية لمغادرة مخيم الهول بريف الحسكة باتجاه العراق، وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود المستمرة لإعادة النازحين إلى وطنهم، وهي الدفعة الثانية التي تغادر من العوائل العراقية خلال شهر واحد، وهي الدفعة الحادية والعشرون منذ القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا.
العوائل العراقية حصلت على الموافقة الأمنية اللازمة بعد تسجيل أسمائها لدى اللجنة الأمنية العراقية التي زارت المخيم مسبقاً.
وتعمل اللجنة على طمأنة العائدين من خلال تقديم ضمانات بعدم تعرضهم للمحاسبة، رغم مخاوف بعض العوائل من إمكانية انتقام ميليشيات محلية تتهمهم بالتعاون مع تنظيم داعش خلال فترة سيطرته على المنطقة.
ومن المقرر نقل العوائل إلى مخيم “الجدعة” جنوب الموصل، وذلك في إطار اتفاق مشترك بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة العراقية، وبإشراف التحالف الدولي، الذي يهدف إلى تسهيل إعادة النازحين بشكل آمن ومنظم.
في هذا السياق، قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في بيان إن عدد سكان مخيم الهول يشهد تراجعاً مستمراً، حيث شهد هذا الشهر عودة أكثر من 700 شخص (191 عائلة) بأمان إلى العراق.
وأشار البيان إلى أن تراجع الضغط السكاني يساهم في تعزيز فرص تحسين الأوضاع الإنسانية والأمنية داخل المخيم.
عملية إعادة العائلات العراقية تأتي في سياق التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجه هذه الفئة، حيث يعاني كثيرون من مخاوف متعلقة بالتأقلم مع الأوضاع الجديدة وبتوفير بيئة آمنة تضمن عدم تعرضهم لأي تهديدات أو ضغوط.
يُذكر أن مخيم الهول يعد من أكبر المخيمات التي استضافت النازحين من سوريا والعراق على مدار السنوات الماضية، حيث يرمز خروج هذه العوائل إلى بداية جديدة لمحاولات إنهاء أزمة النزوح الطويلة التي تسببت بها الحرب، ومع استمرار عمليات النقل، يبقى توفير ظروف معيشية مستقرة وآمنة للعائدين في العراق تحدياً أساسياً أمام الجهات المسؤولة.