ارتفاع أسعار المياه يفاقم معاناة سكان المخيمات في شمال إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يشهد شمال إدلب في الآونة الأخيرة أزمة حادة في تأمين المياه، خصوصاً في التجمعات السكنية والمخيمات التي تضم العديد من العائلات المهجرة والنازحة التي لم تتمكن حتى اليوم من العودة إلى مناطقها الأصلية، يأتي هذا الانقطاع بالتوازي مع ارتفاع تكاليف تعبئة المياه من الصهاريج، حيث ارتفع السعر ليصل إلى 60 ليرة تركية لكل خمسة براميل، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على السكان الذين يعانون أساساً من الظروف المعيشية الصعبة.

أم إياد المعري، وهي نازحة من ريف إدلب الجنوبي مقيمة في مخيمات “دير حسان” شمال إدلب، قالت في حديثها إلى مراسلتنا: “كل أربعة أيام نحتاج إلى تعبئة خزان المياه بتكلفة مرتفعة تصل شهرية لأكثر من 400 ليرة تركية ثمن المياه فقط”، هذه التكلفة باتت تشكل عبئاً على العديد من الأسر التي بالكاد تجد ما يسد احتياجاتها الأساسية، مما يفاقم من معاناتهم اليومية.

وفي مداخلة من خالد الأسطة، صاحب صهريج مياه يعمل في المنطقة، أشار إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار مؤخراً هو انقطاع مادة المازوت المحسن التي كانت تستخدمها الصهاريج، واعتمادهم الآن على المازوت الأوربي الذي يصل ثمن اللتر منه إلى 37 ليرة تركية. وأضاف الأسطة: “تكلفة نقل المياه ارتفعت بشكل ملحوظ نتيجة لهذا التغيير، ما دفعنا إلى رفع الأسعار بشكل طبيعي”.

توقف الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية لمياه الشرب، والذي كان يغطي جزءاً كبيراً من احتياجات المخيمات، جعل العديد من العائلات في شمال إدلب تواجه صعوبة في تأمين مياه شرب نقية، مما يهدد صحتهم وحياتهم.

وأكد الأسطة أن العديد من المشاريع التي كانت تدعم مياه الشرب للمخيمات توقفت منذ عدة أشهر، مما زاد من عبء الأهالي، خاصة أن معظمهم من ذوي الدخل المحدود والفقراء.

إن ارتفاع تكاليف المياه ليس فقط عبئاً مادياً، بل يشكل تهديداً على الصحة العامة، فقد تزايدت الحالات المرضية المرتبطة باستخدام مياه غير نظيفة، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتوفير حلول مستدامة لهذا الواقع المرير.

مقالات ذات صلة