تتواصل الجهود الخدمية والإغاثية في مدينة تدمر شرقي حمص، بهدف خدمة الأهالي وإعادة إحياء المدينة بعد سنوات من الدمار والمعاناة.
وحول الوضع الخدمي والتطوعي وأبرز التفاصيل الخدمية، قال خالد بهاء الدين، مدير تنسيقية تدمر في حدثه لمنصة SY24: “تقوم لجنة تدمر بإزالة الأنقاض وتنظيف الشوارع والطرقات الرئيسية، بالإضافة إلى صيانة الإنارة، وهذه المبادرة الشعبية تعد من أهم المبادرات على مستوى سورية، حيث يتم العمل بشكل تطوعي بحت، في حين أن المصاريف يتم تأمينها من خلال تبرعات شخصية دون أي دعم حكومي، وهذا ما يعتبر إنجازاً بحد ذاته”.
وأضاف: “النشاط الأهم الذي قامت به اللجنة هو تنسيق عودة قسم كبير من نازحي مخيم الركبان إلى المدينة، حيث تكفلت اللجنة بنقل عشرات العائلات من المخيم مع أغراضهم وإيصالهم إلى المدينة بجهود شخصية وتبرعات أهلية”.
وفي ما يخص عودة السكان إلى مدينة تدمر، أوضح بهاء الدين أن العودة اقتصرت حتى الآن على نازحي مخيم الركبان، وهناك بوادر لعودة نازحين آخرين من الشمال وتركيا بعد انتهاء موسم المدارس، وفق تعبيره.
وعن احتياجات الأهالي الرئيسية قال بهاء الدين: “يحتاج السكان حالياً إلى فرص عمل ودعم نفسي واجتماعي لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع”.
ولفت إلى أن الوضع الاقتصادي جيد نسبياً، حيث يتوفر الخبز في فرن تدمر، ويعمل المشفى، وتتوفر الكهرباء والماء وشبكة الاتصالات، ومع ذلك، تعاني المدينة من ارتفاع الأسعار بسبب قلة المنافسة في المحلات والمطاعم.
وتعمل لجنة تدمر المدنية، برغم الإمكانيات المتواضعة، على تنفيذ مشاريع خدمية وبلدية تهدف إلى إعادة رونق المدينة وتمهيد الطريق لعودة سكانها بأمان وكرامة.
وفي تفاصيل الجهود الخدمية، تم استكمال إنارة شارع أسعد العمير (شارع الوادي)، وهو أحد الشوارع الرئيسية في المدينة.
كما تواصل اللجنة أعمال التنظيف وإزالة الأنقاض من الشوارع والساحات العامة، إذ تم خلال أيام قليلة تنظيف شارع المضمار الذي يعد المدخل الغربي للمدينة، مما يعيد الأمل لأهالي تدمر بعودة الحياة الطبيعية.
وفي إطار الحفاظ على الأمن وحماية التراث الأثري، تم تنظيم معسكر لشباب المدينة تحت إشراف مجموعة تابعة لإدارة العمليات العسكرية، حيث يهدف هذا المعسكر إلى مراقبة المنطقة الأثرية ومنع أي تجاوزات، مع الدعوة لتوسيع نطاق العمل الأمني ليشمل المدينة بأكملها.
وتحت شعار “معاً نبني.. معاً نحيا”، تواصل لجنة تدمر المدنية أعمالها الدؤوبة في تنظيف المدينة وإزالة ركام النظام السابق، إذ تسهم هذه الجهود التطوعية في إعادة النظافة والعزة إلى المدينة بفضل جهود أبنائها وشبابها.
من جهته، نظّم فريق نهضة تدمر التطوعي نشاطاً توعوياً وترفيهياً لطلاب مرحلة التعليم الأساسي في مدرسة الملك أذينة، حيث تضمن النشاط توزيع القرطاسية والهدايا على الطلاب، بهدف تشجيعهم على متابعة التعليم ودعمهم في هذه الأوقات الصعبة.
وما تزال المدينة، حسب بهاء الدين، تعاني من مشكلة الألغام في محيطها، بالإضافة إلى عدم استقرار الوضع الأمني بشكل رسمي، كما أن هناك مشكلة في الصرف الصحي، ومن المقرر إصلاحها عند قدوم فريق من الدفاع المدني، مضيفا أن مستشفى المدينة يحتاج إلى معدات إضافية لتغطية احتياجات السكان المحدودين في المدينة.
ووسط كل ذلك، وبجهود أبناء المدينة ومبادراتهم التطوعية، تسير تدمر بخطوات ثابتة نحو إعادة بناء نفسها، حيث تحمل هذه الجهود وإن كانت متواضعة، تحمل في طياتها الأمل بمستقبل أفضل لأهالي المدينة الذين يتطلعون إلى العودة بحياة كريمة وآمنة.