أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن فتح الباب أمام العودة الطوعية للسوريين المقيمين في مخيم الهول إلى مناطقهم، مشيرةً إلى أن المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد تتيح للسوريين العودة بأمان ودون مخاوف.
وأمس الخميس، أفاد فيروشاه رمضان، مدير مكتب المخيمات واللاجئين، لمراسل منصة SY24، بأن الإدارة الذاتية أطلقت مبادرة جديدة لإخراج 4389 عائلة سورية تضم 15,991 شخصاً من مخيم الهول.
وعقب هذا القرار، برزت الحاجة إلى تدخل منظمات المجتمع المدني لتقديم الدعم اللازم لهذه العائلات، خاصة النساء والأطفال الذين يعانون من آثار الصدمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
وحول ذلك، أوضحت نهلة العلي، عضو منسقية تحالف منظمات المجتمع المدني بشمال شرق سوريا في تصريحات خاصة لمنصة SY24، الآليات التي ستتبعها المنظمات لتلبية احتياجات هذه العائلات ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، مؤكدة أن أولوية المنظمات تتمثل في توفير الدعم الفوري للعائلات بمجرد خروجهم من المخيم.
وبيّنت أن هذا الدعم يشمل توفير الاحتياجات الأساسية العاجلة مثل المأوى الآمن، الغذاء، المياه النظيفة، والمستلزمات الصحية، مضيفة أن خطط الاستجابة السريعة تشمل توزيع المساعدات الطارئة لضمان استقرار العائلات في المرحلة الأولى بعد الخروج من المخيم.
وكانت هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية، أفادت في بيان رسمي، بأن قرار السماح بالعودة صدر سابقاً في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2020، إلا أن تردد العديد من العائلات في العودة كان بسبب وجود النظام السابق.
وأشارت العلي إلى أن النساء والأطفال الذين خرجوا من مخيم الهول يعانون من صدمات نفسية عميقة نتيجة الظروف القاسية التي عاشوها، ولذلك، ستقوم المنظمات بتنظيم جلسات دعم نفسي متخصصة بالتعاون مع منظمات متخصصة في الصحة النفسية.
وأكدت على أن التعليم يعد أحد الركائز الأساسية في جهود المنظمات، وستعمل المنظمات على دعم الأطفال للعودة إلى المدارس، كما سيتم تنظيم برامج تأهيل مهني للنساء لتمكينهن من اكتساب مهارات جديدة تمكنهن من الاندماج في سوق العمل وتحسين أوضاعهن الاقتصادية.
وذكرت العلي على أن منظمات المجتمع المدني تعمل وفق آليات واضحة لتقديم الدعم الشامل للعائلات السورية الخارجة من مخيم الهول.
يشار إلى أن مراسلنا التقى في وقت سابق مع بعض النساء العائدات من مخيم الهول، مشيرا إلى أن السيدة شهد الحسين التي تنحدر من بلدة القورية، عادت من مخيم الهول منذ حوالي سنة، وتواجه صعوبات بسبب عدم وجود ثبوتيات شخصية لها ولأطفالها، مما يعيق تسجيلهم في المدارس أو الانضمام لمشاريع المنظمات الإنسانية.
كما تحدثت السيدة إسلام العلي من بلدة محكان، التي تعيش مع أسرتها المكونة من أختها الأرملة ووالديها وأبناء أخيها الأيتام، عن مشاكل تواجهها ومن أبرزها عدم وجود سكن ثابت بعد تدمير منزلهم في 2017.
ولفت مراسلنا إلى أن العائلتين تعانيان من ارتفاع إيجارات المنازل وعدم وجود عمل ثابت، مما يزيد من صعوبات حياتهم اليومية.
ويؤوي مخيم الهول بحسب آخر إحصائية لمكتب التحالف الدولي الإعلامي، 39623 شخصاً، مقارنة بالعدد الذي وصل إلى 43500 شخص في العام 2024.
وقبل أيام، أجرى الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، زيارة إلى شرق سوريا تفقد خلالها مخيم الهول بريف الحسكة، إضافة إلى تقييم الوضع فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش في المنطقة.
وأكد الجنرال كوريلا أن القيادة المركزية الأمريكية ستظل تركز على دعم إعادة سكان مخيمي الهول والروج إلى بلدانهم الأصلية.