درعا: أزمة سكن خانقة تعصف بمخيم اللاجئين الفلسطينيين

Facebook
WhatsApp
Telegram
درعا: أزمة سكن خانقة تعصف بمخيم اللاجئين الفلسطينيين

خاص - SY24

أكد فايز أبو عيد مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، على الحالة المأساوية التي يعيشها سكان مخيم درعا جنوب سوريا وخاصة على صعيد تأمين المأوى وترميم المنازل المدمرة.

وأضاف أبو عيد في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “أن مخيم درعا شهد عودة العديد من العائلات المهجرة والنازحة عنه في الأشهر الماضية، فقد عادت حوالي 20 أسرة إلى منازلها بسبب الحرب في لبنان، في حين زادت معدلات عودة العائلات النازحة من المخيم إلى ممتلكاتهم بشكل كبير بعد سقوط نظام الأسد البائد، مما سبب أزمة سكن وذلك نتيجة للدمار الهائل الذي لحق بالمخيم جراء القصف العنيف والممنهج من قبل قوات النظام الفار”.

وتابع: “هذا الأمر زاد من تعقيدات الأمور لدى الأهالي خاصة أن أغلب سكان المخيم الذين عادوا وجدوا منازلهم بين مدمر بالكامل أو بحاجة إلى ترميم مكلف يفوق إمكانياتهم المادية، في ظل انتشار البطالة وضعف القدرة الشرائية”.

ولفت إلى أن الحي الشمالي للمخيم يشهد دمارًا شبه كامل، حيث إن بعض المنازل في الأحياء الجنوبية والوسطى قد تم ترميمها جزئيًا خلال السنوات الماضية.

بدورهم، يطالب الأهالي من الجهات الفلسطينية وخاصة ممن تدّعي أنها تمثلهم أن تقوم بتقديم المساعدات المادية والإغاثية لهم، وحل مشاكلهم وإعادة ترميم منازلهم وإيجاد حل اسعافي آني من أجل التخفيف مأساوية أوضاعهم، حسب أبو عيد.

ويبلغ تعداد الأسر التي تقطن في مخيم درعا في هذه الفترة، حوالي 1000 عائلة، حسب تقديرات أبو عيد.

ووجد معظم العائدين إلى المخيم منازلهم إما مدمرة بالكامل أو بحاجة إلى ترميم مكلف يتجاوز إمكانياتهم المادية، خاصة في ظل انتشار البطالة وضعف القدرة الشرائية.

وذكر أبو عيد أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لم تقدم أي خطوات جدية في تقديم الخدمات الأساسية للمخيم، وإعادة تأهيل البنى التحتية.

وأثار هذا العجز خيبة أمل كبيرة بين سكان المخيم، الذين يعيشون واقعًا مأساويًا يعجزون عن تغييره بأنفسهم، في حين تواجه الوكالة تحديات مالية وعملية تعيق قدرتها على تقديم الدعم الكافي.

ونقلت المجموعة الحقوقية عن أحد سكان المخيم قوله: “عدنا إلى المخيم ونحن نحلم بالاستقرار، لكن منزلنا أصبح أطلالًا وليس لديّ القدرة على ترميمه بسبب البطالة التي تعصف بنا، وكل ما نريده هو سقف يأوينا”.

من جهتها، قالت إحدى الأمهات التي تعيل خمسة أطفال: “أعيش في منزل مستأجر بمبلغ يفوق قدرتي، حلمي الوحيد أن أعود إلى منزلي المدمر، فهو يحمل ذكريات طفولتي وأيامًا لن تعوض”.

أما أحد سكان الحي الجنوبي، فقد أشار إلى أن الوضع كان يمكن أن يكون أفضل لو تم توزيع المساعدات بشكل أكثر عدالة.

وقال: “نحتاج إلى دعم أكبر وجهود مشتركة لترميم المنازل في كل أنحاء المخيم. عودة الحياة إلى المخيم تحتاج إلى تعاون الجميع”.

ويتمسك سكان مخيم درعا بالأمل في أن تعود الحياة إلى منازلهم وأحيائهم، مؤكدين أن المخيم ليس مجرد مكان للسكن، بل هو رمز للألفة والجيرة التي تربط بينهم.

ومع ذلك، تبقى أزمة السكن قضية ملحّة تحتاج إلى تدخل سريع وجهود مشتركة من الجهات الدولية والمحلية للتخفيف من معاناة العائلات اللاجئة.

مقالات ذات صلة