في كلِ يوم على مدى أكثر من سبعِ سنوات، تفقد سوريا شبابها، اليوم ننعي شاباً آخر، قضى في هذه المقتلة.
الزميل “ابراهيم المنجّر” الذي عمل في SY24 وفي عدّة مؤسسات إعلامية أخرى، قتل في “17 أيار 2018” برصاص مجهولين أمام منزله في مدينة صيدا بريف درعا، تاركاً وراءه طفلة “3 سنوات”، وزوجة، وعائلة، وزملاء، ووطن…
ينضم “المنجّر” إلى قائمةٍ طويلة من الشهداء الذين قضوا في سوريا خلال السنوات السبع الأخيرة، سنواتٌ أخذت من هذا الشعب المكلوم خيرة شبابه، سنواتٌ أنهكت هذا الوطن المجروح بظلم الاستبداد بكل أنواعه.
“المنجّر” الذي انضم إلى ثورة الشعب السوري منذ عام 2011، ونقلَ ما يجري على الأرض السوريّة بأمانة وإصرار، اغتيل بوحشية المستبدين كما أبناء سوريا قبل أن يُغتال برصاص القتلة الذين سيحملون العار على هذه الجريمة البشعة.
يعتقد البعض أن الصحافة، فقدت دورها كسلطة رابعة في المجتمع، ولكن اغتيال “المنجّر” اليوم، وقبله المئات لا بل الآلاف من الصحفيين، يؤكّد أن هذه السلطة ليست رابعة، بل هي في المرتبة الأولى.
خوفهم من الحقيقة، الحقيقة التي أوصلها “المنجّر” منذ بداية عمله الصحفي، ويقوم بإيصالها كل يوم الأبطال في سوريا “أخطر دول العالم في الوقت الحالي”، ويقوم بإيصالها الأبطال الصحفيين في كل أنحاء العالم، تدفع القتلة والمجرمين والمستبدين لإظهار إجرامهم لإسكات الحقيقة.
هذه “الحقيقة” المرعبة بالنسبة لهم، هي سلاحنا في وجه المستبدين “قوميون كانوا أو دنيون”، حقيقةٌ تدفعنا للعمل كل يوم، حقيقةٌ تقودنا للاستمرار، حقيقةٌ لن نقبل إلى أن تكون سلاحنا الوحيد في وجههم الملطخ بدماء سوريا والسوريين.
استشهاد “المنجّر” اليوم وغيره من الأبطال في سوريا بالأمس، أبطال الإعلام والصحافة، لن يثنينا عن متابعة المشوار.. بل سيدفعنا إلى الأمام، لنتابع المسيرة..
وداعاً “ابراهيم”.. وداعاً.. الرحمة لروحك الطاهرة..
العار للقتلة.. العار للجبناء.. العار للمجرمين.. العار للصامتين..