في خطوة تمثل أول ظهور إعلامي لتنظيم “داعش” بعد سقوط نظام بشار الأسد، نشر التنظيم إصداراً مرئياً عبر معرفاته الرسمية، عبر فيه عن استيائه من نتائج الثورة السورية، مهاجماً إياها بأسلوب مباشر.
الإصدار، الذي استمر حوالي 15 دقيقة و19 ثانية، تضمن تهديدات واضحة ضد الإدارة السورية الجديدة، حيث توعد التنظيم بتصعيد المواقف في حال التزام الحكومة الجديدة بالقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.
كما وجه انتقادات لاذعة للفصائل المعارضة، معتبراً إياها مجرد أدوات تعمل لصالح القوى الإقليمية الكبرى في صراع بالوكالة.
ووصف التنظيم كل من يدعو لإقامة “دولة مدنية” في سوريا بأنه “شريك لليهود والصليبيين وطاغية جديد”، متهمًا هذه الدعوات بأنها تسعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال المفاوضات الدولية.
تحت عنوان “سوريا الحرة وسوريا الأسد”، نشر التنظيم هذا الإصدار عبر وسائل إعلامه، مثل “البتار” و”النبأ”، وقد تضمن البيان تساؤلات حول شكل النظام الجديد بعد سقوط نظام الأسد السابق، مع إشارة إلى كيفية تفاعل الأحداث المحلية مع سياقات دولية وأثرها على عمليات “ردع العدوان”.
لم يتوقف التنظيم عند هذا الحد، بل هاجم الثورة السورية نفسها، حيث وصفها بأنها “ثورة جاهلية”، مؤكدًا أنها تسعى لتحويل سوريا إلى دولة مدنية، وليس جهادًا في سبيل الله.
واعتبر أن الهدف الحقيقي لهذه الثورة هو إحداث تغيير سياسي وتحقيق “ديمقراطية” تتقاسم السلطة مع الأقليات، وهو ما اعتبره خطوة نحو ترسيخ هيمنة القوى الأجنبية.
كما أعاد الإصدار استحضار أقوال سابقة لقادة التنظيم بشأن سوريا، في محاولة لتسويق رؤيته الخاصة حول مسار الأحداث، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تحركات جديدة للتنظيم في المنطقة.
التنظيم يهاجم الفصائل ويصفها بالأدوات
في سياق الهجوم على الثورة السورية، هاجم التنظيم الفصائل الثورية، قائلاً إنها تعمل كأدوات لصالح القوى الإقليمية الكبرى في صراع بالوكالة، حيث اعتبر أن هذه الفصائل تسعى لتحقيق مصالح دولية على حساب المبادئ التي ينادي بها التنظيم.
شكل النظام الجديد بعد إسقاط نظام الأسد
تضمن الإصدار تساؤلات حول شكل النظام الجديد بعد إسقاط النظام السابق، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لإعادة التفكير في مستقبل سوريا وكيفية الحفاظ على توازن القوى في المنطقة في ظل التحولات السياسية.
تحذيرات من عودة التنظيم
في وقت تتصاعد فيه المخاوف من عودة التنظيم، تحدث الإصدار عن استفادة التنظيم من الفوضى في بعض المناطق التي انسحبت منها قوات النظام السوري، مشيرًا إلى تجميع الأسلحة والذخائر من هذه المواقع كجزء من استعداداته لاستئناف نشاطه.
تقارير إعلامية أكدت أن التنظيم يسعى لتجنيد المزيد من المقاتلين، بما في ذلك عناصر من نظام الأسد السابق الذين فروا من العقاب، بالإضافة إلى المجندين الجدد من الرافضين للسياسات الحكومية الحالية.
على الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المجتمع الدولي في سوريا، إلا أن هناك تحركات مستمرة من قبل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، لملاحقة خلايا التنظيم وضمان عدم عودته إلى الواجهة.