عادت السيدة نبيهة إلى قريتها القنية بريف إدلب، ذات الغالبية المسيحية، لاستلام منزلها وقطعة الأرض التي ورثتها عن أهلها. بعد تقديم الوثائق والمستندات الرسمية، استطاعت استعادة حقها الذي كان مسلوباً منذ أعوام.
وأعربت نبيهة عن سعادتها قائلة لمنصة سوريا 24: “جلّ أمانيّ قد تحقق، والحق عاد لأصحابه. أتمنى أن يسود العدل بين الجميع، وأن تتساوى الحقوق والواجبات في سوريا الجديدة”.
تاريخ طويل من المصادرة
تعرضت القرى المسيحية الثلاث في منطقة جسر الشغور (القنية، اليعقوبية، والجديدة) لانتهاكات منذ عام 2014، حيث اتهمت الفعاليات المدنية والدينية فصيل جبهة النصرة – المكتب الزراعي بمصادرة أراضي السكان وتوزيعها على مقربين منه.
وبدأت التفاهمات بين رجال دين مسيحيين وحكومة الإنقاذ عام 2021، تمهيداً لصياغة عقد جديد يعيد الحقوق لأصحابها ويمنع الاعتداءات المستقبلية.
قصص العودة والأمل
فيما عادت نبيهة إلى منزلها، لم تكتمل فرحة الشاب جورج آرتين بسبب تدمير منزله في الزلزال الذي ضرب المنطقة في فبراير/شباط 2023. رغم ذلك، عبّر جورج عن ارتياحه للتقدم الحاصل قائلاً: “الوضع في المنطقة جيد. هناك قرار واضح بإعادة الأراضي والمنازل لأصحابها، ومعظم شاغلي المنازل يتجاوبون مع القرار”، مشيراً إلى أن السكان الأصليين أبدوا تعاطفاً، حيث منحوا شاغلي المنازل مهلة حتى نهاية العام الدراسي لإيجاد مساكن بديلة.
عودة السكان الأصليين
وفق تقارير متقاطعة، انخفض عدد السكان الأصليين في القرى المسيحية الثلاث من 10 آلاف نسمة إلى 210 أشخاص خلال السنوات الماضية. إلا أن القرارات الجديدة أسهمت في عودة نحو 3 آلاف شخص، بحسب الأب خوكاز مسروب، كاهن رعايا المسيحيين الفرنسيسكان في بلدة القنية بريف إدلب.
وأكد الأب مسروب لمنصة سوريا 24 أن عملية إرجاع الحقوق بدأت منذ عام 2021 وزادت فعاليتها بعد سقوط نظام الأسد. وأوضح أن معظم المنازل والأراضي في القرى الثلاث عادت إلى ملاكها الأصليين، باستثناء بعض المنازل التي يسيطر عليها مقاتلون تركستان.
تحديات قائمة وحلول مرتقبة
رغم التقدم الكبير، لا تزال هناك تحديات في القرى الواقعة جنوب جسر الشغور (مثل البرج، حلوز، والغسانية) التي تعرضت لقصف مكثف ودمرت بشكل كبير.
وأشار الأب مسروب إلى أن العمل جارٍ لإعادة المنازل والأراضي لأصحابها بالتنسيق مع السلطات الجديدة، وأن المستولين على المنازل تلقوا مهلاً لإخلائها حتى نهاية العام الدراسي، واصفاً الأوضاع بـ “المشجعة”.
وكان كهنة رعايا الفرنسيسكان بريف إدلب أصدروا بياناً، في وقت سابق، دعوا خلال السكان الأصليين في القرى المسيحية الثلاث للبدء في إجراءات التوكيل والمعاملات الرسمية من أجل استلام أراضيهم ومنازلهم المستولى عليها من قبل مقاتلين تركستان، ومهجرين من مناطق سورية أخرى، وتضمن البيان آلية استعادة الأراضي من بيانات شخصية وتوكيلات رسمية.