الرقة: ارتفاع أسعار الكمأ والجفاف يهدد موسمه

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في إحدى زوايا مدينة الرقة، يقف علاء رمضان، الرجل الستيني النازح من مدينة دير الزور، أمام محل صغير يستأجره منذ نزوحه إلى الرقة، يمارس رمضان مهنة بيع الكمأ منذ أكثر من أربعين عامًا، وهي مهنة ورثها عن أجداده واستمر بها رغم ظروف النزوح القاسية التي حرمته من العودة إلى منزله المدمر في دير الزور.

شح الإنتاج بسبب الجفاف

يتحدث رمضان لمراسلنا عن واقع الكمأ هذا العام قائلاً:

“بدأ جمع الكمأ مبكرًا مقارنة بالسنوات الماضية، لكن الكميات التي تم جمعها قليلة جدًا”.

ويرجع السبب إلى موجة الجفاف التي تضرب المنطقة، حيث أسهم نقص الأمطار في بداية الشتاء وارتفاع درجات الحرارة في ظهور الكمأ قبل موعده المعتاد، لكن بكميات ضئيلة لا تلبي احتياجات السوق.

ارتفاع الأسعار وتأثيره على السوق

شهدت أسعار الكمأ هذا العام ارتفاعًا كبيرًا، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 200 ألف ليرة سورية، مقارنة بـ50 ألف ليرة فقط العام الماضي، هذا الارتفاع جعل الكمأ سلعة باهظة الثمن بالنسبة لكثير من السكان، رغم أنه كان يُعتبر في السنوات الماضية مصدر دخل رئيسي لعشرات العائلات، خاصة في مناطق البادية السورية التي تشتهر بجمعه.

ويضيف رمضان: “في العام الماضي، كانت كميات الكمأ وفيرة، مما وفر فرص عمل ومصدر دخل للكثير من الأشخاص الذين عملوا في جمعه وبيعه، أما اليوم، فإن الوضع مختلف تمامًا بسبب القحط، الذي جعل الكميات أقل من المعتاد، مما انعكس على السوق والأسعار”.

مهنة مستمرة رغم التحديات

بالرغم من كل التحديات، لا يزال رمضان متمسكًا بمهنته القديمة، التي يعتبرها جزءًا من هويته وتراثه، يفتح محله يوميًا ويستقبل الزبائن الذين يبحثون عن هذه الثمرة النادرة، التي باتت رمزًا للصمود في وجه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا.

ويختتم رمضان حديثه بنبرة أمل، قائلاً: “رغم الصعوبات، ستبقى هذه المهنة جزءًا من حياتي. هي ليست فقط مصدر رزق، بل تاريخ وحكاية تربطني بالأرض والبادية”.

أثر الجفاف على سكان المنطقة

لم يؤثر الجفاف فقط على توفر الكمأ، بل امتد ليشكل تحديًا كبيرًا لسكان المناطق الريفية والبادية، حيث يعتمدون بشكل كبير على الزراعة والرعي كمصادر أساسية للدخل، ومع استمرار التغيرات المناخية والظروف الاقتصادية الصعبة، تزداد الضغوط على العائلات التي تكافح من أجل تأمين لقمة العيش.

تُظهر قصة رمضان وجهًا آخر من معاناة السوريين في ظل النزوح والظروف البيئية القاسية، لكنها تحمل أيضًا رسالة عن الصمود والتشبث بالمهن التراثية، التي تشكل جزءًا من الهوية الثقافية للمجتمع السوري.

مقالات ذات صلة