افتتحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية، السيدة مريم بنت علي المسند، اليوم الأربعاء، “قرية الأمل” في قرية التقلي التابعة لمدينة صوران شمال حلب، بحضور رئيسة بلدية غازي عنتاب التركية ومحافظ حلب، المهندس عزام غريب.
تم إنشاء القرية بتمويل من جمعية قطر الخيرية، بهدف توفير مساكن دائمة للنازحين، وتخفيف معاناتهم الناجمة عن الظروف الصعبة في المخيمات.
مشروع متكامل يغير حياة آلاف النازحين
وأوضح يوسف البكور، منسق منظمة IHH في حلب، في تصريح خاص لمنصة سوريا ٢٤، أن المشروع استغرق ثلاث سنوات من العمل المستمر بدعم من قطر الخيرية، مشيرًا إلى أن “قرية الأمل” تضم 1,400 منزل، وتوفر مأوى لنحو 8,800 شخص.
كما تشمل القرية مرافق تعليمية وصحية وخدمية متكاملة، بما في ذلك مدرستان، روضة أطفال، مدرسة مهنية، مسجد، مركز صحي، وسوق يضم 23 محلًا تجاريًا، إضافة إلى بنية تحتية حديثة تضمن استقرار السكان.
النازحون بين الأمل والحنين للوطن
أعرب أحمد الحومد، أحد المستفيدين من المشروع، عن ارتياحه للانتقال إلى القرية، قائلاً: “انتقلنا من مخيم باب السلامة في سجو إلى قرية الأمل، حيث تتوفر المياه، الكهرباء، والمدارس، ما يوفر لنا حياة كريمة مقارنة بالمخيمات”، لكنه أضاف بحسرة: “منزلي في حلب تعرض للدمار ويحتاج إلى إعادة إعمار. نأمل أن تشمل جهود الدعم إعادة تأهيل بيوتنا، حتى نتمكن من العودة إليها يومًا ما”.
مشاريع سكنية لإنهاء معاناة النازحين
يأتي هذا المشروع في إطار سلسلة من القرى السكنية التي تمولها قطر في شمال سوريا، حيث تم في مايو 2024 افتتاح مجمع سكني آخر بدعم من الهلال الأحمر القطري وهيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، يضم أكثر من ألف شقة مجهزة للعائلات المحتاجة، إضافة إلى مرافق خدمية متكاملة.
ومنذ عام 2015، أنجز الهلال الأحمر القطري 14 قرية سكنية في الشمال السوري، شملت 3,672 وحدة سكنية، منها 2,572 منزلًا خرسانيًا، و1,100 بيت طيني، جميعها مزودة ببنية تحتية حديثة تشمل شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي، إضافة إلى مدارس، مستوصفات، مساجد، ومراكز تجارية، بهدف تأمين مساكن آمنة ومستدامة للنازحين.
هذه المشاريع تشكل خطوة مهمة نحو تحسين أوضاع آلاف العائلات السورية، في ظل استمرار التحديات الإنسانية التي تواجهها مناطق النزوح شمال البلاد.
