غادرت عشرات العائلات العراقية مخيم الهول بريف الحسكة باتجاه الأراضي العراقية، في إطار عملية تنسيق بين الحكومة العراقية و”الإدارة الذاتية”، وبإشراف التحالف الدولي.
وأفاد مراسلنا بأن 150 عائلة عراقية غادرت المخيم عبر حافلات كبيرة، وذلك تحت إشراف فريق التحالف الدولي، وقوات قسد، واللجنة الأمنية العراقية، متوجهة إلى داخل الأراضي العراقية.
وكان العدد المقرر لهذه الدفعة 275 عائلة، إلا أن الظروف اللوجستية وامتناع عدد كبير من العائلات العراقية عن العودة لأسباب أمنية حال دون اكتمال العدد.
استمرار عمليات الإجلاء رغم المخاوف الأمنية
تعد هذه الدفعة الثالثة والعشرين منذ بدء التنسيق بين الحكومة العراقية و”الإدارة الذاتية” لإخراج اللاجئين العراقيين من المخيم، كما أنها الثالثة منذ مطلع العام الجاري، حيث كانت آخر دفعة قد غادرت المخيم في 22 من الشهر الحالي.
وفي سياق متصل، كشف مصدر خاص لمنصة سوريا 24 أن عددًا كبيرًا من العائلات العراقية النازحة ترفض مغادرة مخيم الهول بسبب المخاوف الأمنية التي تواجهها في العراق، حيث تخضع العائلات العائدة لتحقيقات أمنية مشددة عند وصولها إلى المخيمات العراقية المخصصة لهم، ويتم احتجاز واعتقال العديد من الأفراد، خاصة من يُشتبه بصلاتهم السابقة بتنظيم “داعش”، حتى وإن لم تكن هناك أدلة واضحة ضدهم.
كما أشار المصدر إلى أن بعض العائلات التي غادرت المخيم سابقًا واجهت مضايقات أمنية وممارسات تمييزية في مناطقها الأصلية، ما دفع العديد من النازحين إلى التردد في العودة خوفًا من التعرض للاعتقال العشوائي أو الأعمال الانتقامية من بعض العشائر أو الجماعات المسلحة.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني بعض العائلات العائدة من ظروف معيشية صعبة داخل المخيمات العراقية، حيث تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات الإنسانية، مما يجعلها غير متحمسة للمغادرة، ويفضلون البقاء في مخيم الهول رغم التحديات التي تواجههم هناك.
انخفاض أعداد قاطني المخيم
يشار إلى أنّ التحالف الدولي أعلن قبل أيام عن انخفاض عدد قاطني مخيم الهول إلى نحو 39,623 نسمة من الأطفال والنساء، بعد أن كان المخيم يضم أكثر من 65 ألف شخص.
ويأتي هذا التراجع في أعداد السكان نتيجة عمليات الإجلاء المستمرة، سواء للعائلات العراقية العائدة إلى بلادها، أو للسوريين الذين تتم إعادتهم إلى مناطقهم، بالإضافة إلى بعض عمليات ترحيل الأجانب إلى دولهم الأصلية.