شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا ليلة دامية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة وعشائر البدو، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وقالت الناشطة المدنية راقية الشاعر لمنصة سوريا ٢٤: “إن الاشتباكات بدأت بمحاولة مجموعة من عشائر البدو قطع الأشجار في منطقة المشتل الزراعي، وعندما حاول شبان من البلدة منعهم أطلقوا عليهم الرصاص مما أدى إلى إصابة شاب”.
وأضافت أن هذه الحادثة تسببت في تصاعد التوترات، حيث قامت مجموعة من الفصائل في السويداء باحتجاز عدد من أفراد عشائر البدو للضغط عليهم لتسليم مطلق النار، إلا أن الأمور تصاعدت بشكل سريع، وقامت عشائر البدو بالتحشيد في بلدة عرى، وقاموا بالتعدي على حافلات الركاب القادمة من السويداء مما أسفر عن استشهاد امرأتين ورجل.
وأشارت الشاعر إلى أن قبل هذه الأحداث بيوم، تم الحصول على معلومات تفيد بأن عشائر البدو تقوم بترحيل نسائها وأطفالها من المحافظة، مما يشير إلى أن ما حدث كان مخططاً له بهدف إشعال فتنة في المحافظة.
وأكدت شبكة السويداء 24 أن حصيلة حوادث العنف في السويداء بلغت ثلاثة قتلى وأربعة عشر جريحاً، مشيرة إلى أن أعمال العنف تضمنت استهدافاً عشوائياً للمدنيين.
ووفقاً للشبكة، فقد استهدف مسلحون مجهولون أحد المواطنين مما أدى إلى وفاته، كما استهدفوا حافلات وسيارات متجهة إلى السويداء، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عشرة آخرين.
وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات أهلية مسلحة في منطقتي رساس ونبع عرى، وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات تسببت في إصابة أربعة أشخاص.
كما تحدث سكان محليون عن استهداف منطقة نبع عرى بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، مما تسبب في أضرار مادية في بعض المنازل.
ومنذ ساعات صباح اليوم الجمعة، تشهد المنطقة حالة من الهدوء الحذر بعد تدخل وساطات اجتماعية ودينية لاحتواء الوضع ومنع المزيد من العنف. ودعت جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة لتجنب تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة وحماية المدنيين الأبرياء.
وفي وقت لاحق من ليل أمس، بدأت دوريات جهاز الأمن العام بالانتشار في منطقة “المطلة” وعلى طريق دمشق السويداء، لتأمين الطريق وحمايته والتصدي لأي محاولة اعتداء على المارة والمواطنين، بعد التعديات العشوائية التي استهدفت المارة وتسببت بضحايا ومصابين.
