تشهد أسواق مدينة الرقة تذمراً واسعاً من قبل السكان بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، على الرغم من الانخفاض الكبير في سعر صرف الدولار.
وحسب مراسل منصة سوريا٢٤، انخفض سعر صرف الدولار خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة تزيد عن 40%، إلا أن أسعار بعض السلع التجارية لا تزال مرتفعة، الأمر الذي أثار سخطاً واسعاً بين السكان.
وقال محمد العواد، وهو من سكان مدينة الرقة لمنصة سوريا ٢٤: “قبل شهرين كنا نصرف 100 دولار بما يقارب مليون ونصف ليرة سورية، وكان هذا المبلغ يكفي لمصروف عائلتي لأكثر من عشرة أيام، حيث كانت الأسعار تتناسب مع سعر الصرف الموجود، أما اليوم، فلا تصرف الـ 100 دولار سوى 850 ألف ليرة، وهي لا تكفيني سوى لبضعة أيام”.
وأرجع العواد ذلك إلى تمسّك التجار ببيع سلعهم بالأسعار القديمة على الرغم من الانخفاض الحالي.
وأضاف قائلاً: “كان ثمن تنكة الزيت وزن 4 كغ قبل انخفاض الدولار 80 ألف ليرة سورية، واليوم مبيعها 65 ألف ليرة، فهي لم تنخفض كثيراً”.
أما حمد الحسن، وهو صاحب محل تجاري في مدينة الرقة، فيُعزي هذا الارتفاع إلى عدة أسباب، منها بحسب قوله: “نشرات الدولار التي يتم تداولها غير ثابتة وغير رسمية، لذلك لا نستطيع الالتزام بها، حيث يجب أن يبقى لدينا هامش أمان خوفاً من الصعود أو الهبوط المفاجئ”.
وتابع في حديثه لمنصة سوريا٢٤: “كما أن هناك ارتفاعاً كبيراً في نسبة الجمركة التي فرضتها الحكومة على المواد الغذائية المستوردة، والتي ارتفعت بنسبة 50% عما كانت عليه”.
وأضاف الحسن: “لقد كان ثمن طرد الزيت 18 دولاراً، بينما اليوم نشتريه بـ 27 دولاراً، والأمر ذاته ينطبق على معظم السلع المستوردة، مما ينعكس على أسعار البيع”.
ويتراوح سعر صرف الدولار اليوم في أسواق الرقة بين 8000 ليرة سورية و8500 ليرة سورية للمبيع والشراء.
من جهته، الصراف جمال العلي، أوضح لمنصة سوريا ٢٤، أن الأسعار التي يتم تداولها في أسواق مدينة الرقة غير دقيقة بالمجمل، وليس هناك التزام بالنشرات الصادرة عن المصرف المركزي في دمشق، حسب تعبيره.
يشار إلى أن غياب الرقابة التموينية، حسب مراسلنا، زاد من الأعباء المعيشية على كاهل المواطنين، حيث لم يتم ضبط الأسواق أو محاسبة التجار الذين يستغلون الوضع الاقتصادي لتحقيق مكاسب غير مشروعة، ما أدى إلى تفاقم معاناة الناس وزيادة الاستياء العام.