اعتبر الصحفي السعودي ماجد المالكي أن صور استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للرئيس السوري أحمد الشرع كانت “دافئة جدًا”، مشيرًا إلى أنها تحمل رسالة واضحة للعالم بأن السعودية تعترف وتؤيد وتدعم سوريا في هذه المرحلة الدقيقة.
وقال المالكي لمنصة “سوريا 24” إن الاستقبال الحافل يعكس رسالة من القيادة السعودية بأن سوريا الجديدة، بقيادة الرئيس الشرع، تحظى بعناية ورعاية واهتمام من قبل المملكة، وهو ما يعكس تحولًا واضحًا في السياسة الإقليمية تجاه سوريا بعد سنوات من العزلة السياسية.
في أول زيارة خارجية له منذ توليه الرئاسة، حلّ الرئيس السوري أحمد الشرع ضيفًا على الرياض، حيث استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أجواء تعكس دفء العلاقات بين البلدين، وسط تأكيدات متزايدة على أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما.
وشملت مباحثات القمة السعودية-السورية ملفات حيوية، أبرزها القضايا الإنسانية التي تهدف إلى التخفيف من معاناة الشعب السوري بعد سنوات من الحرب، إلى جانب تعزيز التعاون الاقتصادي، حيث ناقش الطرفان الاستثمارات المشتركة والمشاريع التنموية، فضلًا عن خطط إعادة الإعمار والدور السعودي في دعم استقرار سوريا اقتصاديًا.
كما تطرقت المحادثات إلى ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا والتي تعيق جهود التنمية وإعادة البناء، بالإضافة إلى أهمية العمل على حفظ السلام والاستقرار الإقليمي، ما يعكس توجهًا مشتركًا نحو مرحلة جديدة من الشراكة الفعالة بين دمشق والرياض.
وأكد المالكي أن هذه الزيارة تحمل دلالات استراتيجية بارزة، أبرزها أن السعودية أصبحت الدولة الأكثر تأثيرًا وفاعلية في رسم مستقبل المنطقة، ووجهة رئيسية لكل من يسعى إلى تحقيق الاستقرار والتنمية.
وأضاف أن المملكة دائمًا ما تحمل رسالة سلام ودعم للشعوب العربية، وتسعى لأن تكون سوريا جزءًا من المنظومة التنموية الناجحة، مشيرًا إلى أن التعاون السعودي-السوري قد يكون المفتاح الرئيسي لإنهاء العقوبات التي أرهقت الاقتصاد السوري نتيجة السياسات السابقة.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع أعرب في ختام زياته للرياض عن تقديره للدور السعودي في دعم الاستقرار في سوريا، مؤكدًا أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، في ظل تطورات إقليمية تستدعي تنسيقًا أكبر بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة.