جنديرس: مدينة منكوبة تكافح للعودة إلى الحياة بعد الزلزال

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

ما يزال المواطن جوان إييش يعاني من تداعيات زلزال شباط/ فبراير 2023، الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، مخلّفًا آلاف الضحايا والمنازل المدمرة.
حاله كحال العشرات من أهالي جنديرس، الذين لم يتلقوا دعمًا كافيًا لإعادة إعمار بيوتهم، رغم أن المدينة كانت من أكثر المناطق تضررًا بالزلزال.

ويقول لمنصة سوريا 24، إنّ الواقع ما يزال سيئًا للغاية، رغم تدخل العديد من المنظمات الإنسانية، مشيرًا إلى أن حجم الأضرار كان هائلًا، ما جعل من الصعب معالجة الكارثة بسرعة.

المجلس المحلي: إعادة الإعمار بحاجة لقرار سياسي

في هذا السياق، أوضح يزن ناصر، نائب رئيس المجلس المحلي بجنديرس، أن المجلس بذل جهودًا كبيرة في تنسيق عمليات الترميم وإزالة الأنقاض، حيث عمل بالتعاون مع المنظمات الإنسانية على تنفيذ مشاريع إزالة الركام والأتربة، وترميم الأبنية المتضررة بشكل بسيط أو متوسط، وتنظيف المباني السليمة إنشائيًا، وإزالة الجدران المتصدعة التي تشكل خطرًا على المدنيين.
ورغم هذه الجهود، أشار ناصر إلى أن جميع هذه المشاريع لا ترقى إلى إعادة إعمار حقيقية، والتي تتطلب قرارًا سياسيًا لم يُتخذ حتى الآن على المستوى الدولي، مضيفًا: أنه “حتى اللحظة، لم يتم اتخاذ أي قرار من قبل المنظمات العالمية بشأن مشاريع إعادة إعمار المدن المدمرة، وهو ما يؤخر عملية التعافي الكامل لجنديرس”.

مشاريع نفذها المجلس المحلي لدعم الخدمات الأساسية

إلى جانب أعمال الترميم، نفذ المجلس المحلي عدة مشاريع خدمية لدعم السكان، شملت بناء كراج جنديرس لتنظيم النقل، وتشييد مدرسة خالد بن الوليد لدعم التعليم، وتعبيد الطرق لتخفيف الازدحام، وإنشاء فرن المدينة لضمان توفير الخبز، ومنح تراخيص لإنشاء مراكز للدفاع المدني والمشافي والخدمات الاجتماعية. كما عمل المجلس على تنسيق جهود المنظمات في بناء المخيمات والمساكن البديلة، ومتابعة توزيع المساعدات لضمان وصولها إلى المتضررين بعدالة.

مساكن بديلة عوضاً عن التعويض المالي

وحول تعويض المتضررين، أوضح ناصر أن هذه الفكرة واسعة النطاق، مشيرًا إلى أنه لم يتم تنفيذ أي مشروع لتعويض فاقدي المنازل بمبالغ مالية أو إعادة إعمار مباشرة.
لكن المجلس والمنظمات، وفقاً لناصر، عملوا على توفير مساكن بديلة للمتضررين، مثل إنشاء مخيمات مجهزة، ومنازل من مواد عازلة (ساندويتش بانيل)، وقرى سكنية صغيرة تم توزيعها على العائلات المتضررة، إضافة إلى تقديم مساعدات نقدية وغذائية وصحية.

دور المنظمات الإنسانية

وفيما يتعلق بدور المنظمات الدولية، أكد ناصر أن هذه الجهات تعمل كـجسر بين الجهات المانحة والمتضررين، حيث تتولى تقييم الاحتياجات لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، وتنفيذ مشاريع الإغاثة بالتنسيق مع المجلس المحلي، وتوثيق البيانات والإحصائيات لضمان شفافية توزيع المساعدات.

دعوات لتكثيف الجهود لإعادة الإعمار

ورغم مرور أكثر من عام ونصف على الزلزال، ماتزال جنديرس تعاني من تبعات الكارثة، حيث يحتاج العديد من السكان إلى دعم إضافي لإعادة بناء حياتهم.

إذ يدعو المجلس المحلي إلى تكثيف الجهود الدولية لضمان إعادة الإعمار والاستقرار الكامل للمدينة، مؤكدًا أن الوضع لا يزال يتطلب المزيد من المساعدات العادلة والمتكافئة لضمان تعافي جميع المتضررين دون استثناء.

مقالات ذات صلة