في ظل التحديات التي تواجهها سوريا، تبرز مبادرات إبداعية تسعى إلى تخليد تاريخ الثورة السورية ورموزها بطريقة مبتكرة ومؤثرة، ومن بين هذه المبادرات، تأتي فكرة تصميم طوابع بريدية افتراضية تجمع بين الفن والتاريخ، لتكون بمثابة متحف افتراضي يحفظ ذكرى الأحداث والشخصيات التي شكلت مسار الثورة.
“هذه الطوابع ليست مجرد قطع فنية، بل هي وسيلة لتوثيق التضحيات والإنجازات التي قدمها السوريون في سبيل بناء وطنهم” يقول الإعلامي السوري أسامة عبد الحميد الملاح الذي يقف وراء هذه المبادرة.
وأضاف أسامة في حديثه إلى منصة سوريا ٢٤: “أردت أن أقدم شيئاً يخلد ذكرى الشخصيات والمدن والأحداث المهمة، خاصة تلك التي ارتبطت بأيام الجمعة التي كنا نطلق عليها أسماء رمزية، الفكرة هي إنشاء متحف افتراضي يعرض هذه التفاصيل عبر طوابع بريدية، بحيث تكون مقبولة بصرياً وتنقل الرسالة بأسلوب بسيط ومتواضع”.
تكمن أهمية هذه المبادرة في إحياء ذكرى الجنود المجهولين الذين لعبوا أدواراً محورية خلال الثورة، ولكنهم لم يحظوا بالظهور الإعلامي الذي يستحقون، من خلال هذه الطوابع، يتم إنصاف هؤلاء الأبطال وتخليد ذكراهم بطريقة تليق بتضحياتهم. في المرحلة الأولى، ستكون الطوابع رقمية، يتم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى أن تتوفر الإمكانيات المادية لطباعتها وتوزيعها على نطاق أوسع.
ويضيف أسامة الذي يعمل مجال التصميم والإعلام: “إذا حظيت هذه الفكرة بالقبول الحكومي، أتمنى أن يتم اعتماد هذه الطوابع بشكل رسمي، لتكون بمثابة تذكير دائم بتضحيات السوريين في سبيل بناء سوريا الجديدة”.
كما يعبر عن أمله في أن تحظى المبادرة باهتمام المجتمع، وأن يتم تبني أفكار مشابهة، ويتم اعتماد طوابع تحمل رموز ثورية ويتم تطبيق الفكرة حتى وإن كانت على يد مصممين آخرين شرط أن تحقق الهدف نفسه وهو الحفاظ على الذاكرة التاريخية للثورة.
ومن بين الشخصيات التي تم تخليدها في هذه الطوابع، نجد أسماء لامعة مثل غياث مطر، وباسل شحادة، وأحمد الخلف، والهرموش، ومي سكاف، بالإضافة إلى طابع خاص أطلق عليه اسم “طابع النصر”، وطابع آخر يحمل اسم “قيصر”، الذي أصبح رمزاً للكشف عن انتهاكات النظام، هذه الطوابع ليست مجرد صور، بل هي قصص تحكي عن نضال وتضحيات رجال ونساء ساهموا في كتابة تاريخ الثورة السورية.
بهذه الطريقة، تصبح الطوابع البريدية الافتراضية وسيلة فنية وتاريخية لتوثيق وحفظ الذاكرة الجماعية للسوريين، مما يجعلها أداة قوية لنقل الرسائل وإبقاء الأحداث والشخصيات حية في أذهان الأجيال القادمة.