الزبداني: عودة خجولة للسكان وسط واقع معيشي مرير

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد طلعت معروف أحد أبناء مدينة الزبداني بريف دمشق لمنصة سوريا ٢٤، أن حركة السكان تعود إلى المدينة بشكل بطيء ومحدود، نتيجة الدمار الشامل الذي لحق بالمدينة بعد سنوات من القصف والمعارك التي شنتها قوات النظام السابق وميليشياته المساندة.

ورغم مضي سنوات على انتهاء العمليات العسكرية، لم يتغير الوضع الخدمي أو الاقتصادي أو المعيشي في الزبداني بشكل ملحوظ عن أيام سيطرة النظام.

وذكر معروف أن الكهرباء لا تزال غائبة تقريباً، والخبز يُباع بسعر مرتفع يصل إلى 4000 ليرة سورية للربطة الواحدة، فيما الخدمات الأساسية مثل الاتصالات والمياه تكاد تكون معدومة، الأمر الذي يزيد من معاناة الأهالي الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.

وتشهد الزبداني حركة عودة خفيفة للأهالي، لكنها ليست دائمة، فمعظم العائدين هم من المهجرين الذين كانوا قد فروا إلى إدلب أو لبنان خلال سنوات الحرب.

ومعظم هؤلاء يكتفون بزيارة قصيرة لأراضيهم ومنازلهم المدمرة قبل العودة إلى أماكن نزوحهم، في حين أن عدداً قليل جداً من العائلات تمكنت من تأمين مساكن مؤقتة للعودة بشكل دائم، لكن ذلك جاء بتكلفة باهظة.

في المقابل، فإن الإيجارات في الزبداني تصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تبلغ حوالي 120 دولاراً شهرياً، وهو مبلغ كبير بالنسبة للأهالي الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب الحرب.

كما أن معظم المنازل المتبقية صالحة للسكن بشكل جزئي فقط، بينما تعاني الأغلبية من دمار كامل نتيجة القصف العنيف، وحتى عندما يكون لدى الأهالي الرغبة في ترميم منازلهم، فإن القدرة المالية لذلك غير متاحة، حيث إن الأولوية الآن هي تأمين لقمة العيش اليومية من خبز ومأكل ومشرب، وفق معروف.

وشهدت الأسعار انخفاضاً طفيفاً في الفترة الأخيرة، لكن ذلك لم ينعكس إيجاباً على القدرة الشرائية للأهالي، التي تبقى ضعيفة للغاية.

كما أن البطالة تسود بين صفوف الشباب، وفرص العمل شبه معدومة، الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى البحث عن بدائل خارج المنطقة أو حتى خارج البلاد.

ونقل “طلعت معروف”، أحد أبناء الزبداني، رسالة من الأهالي، قال فيها: “سوريا لا بعمرها إلا أهلها”، وأشار إلى أن الشباب يعملون حالياً على تنظيف المدينة من آثار الدمار، بعد أن دمر النظام الحجر والشجر واستنزف البشر.

وأضاف: “جاء دوركم يا مغتربين، جاء دوركم لتشاركوا في التحرير وتستثمروا في بلدكم، جاء دوركم لتستثمروا في بيوتكم وأراضيكم ومدنكم وقراكم، أتى دوركم لبناء اقتصاد جديد لبلدكم، اقتصاد يكون على قدر التضحيات التي قدمناها”.

وأكد معروف أن المغتربين يمكنهم تقديم أفكار جديدة ومشاريع مبتكرة، مستفيدين من خبراتهم وتجاربهم في الخارج، حتى لو كان الاستثمار بسيطاً أو تعرض للخسارة في البداية، فإن هذه الجهود ستكون أساساً لاقتصاد جديد يعيد الحياة إلى سوريا، حسب تعبيره.

وتعكس حالة مدينة الزبداني اليوم الصورة العامة للمناطق السورية التي تعرضت للتدمير خلال الحرب، ومع ذلك، يظل الأمل موجوداً في قلوب السوريين، الذين يرون في عودتهم وصمودهم بداية لمرحلة جديدة من إعادة البناء والإعمار.

https://www.facebook.com/syr24iaa/posts/pfbid02FNEe4AXGoaubmr8R8QLxFC343erH9byTaLkJeYXwUuU7EpEfmcKTpfKbN6nMfAEfl

مقالات ذات صلة