ريف حلب: صعوبات عودة النازحين تدفع نحو حلول سكنية بديلة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

لم تستطع أم عبد الله، الأرملة والمهجرة، العودة إلى منزلها المدمر في مدينة تل رفعت بريف حلب، بعد سقوط نظام بشار الأسد البائد، حيث لم يعد هناك سقف يأويها وأطفالها الأربعة. عاشت لسنوات في مخيمات جبل يازباغ قرب معبر باب السلامة الحدودي وسط ظروف قاسية، قبل أن تجد بصيص أمل في الانتقال إلى مجمع حسنة السكني، الذي افتُتح منذ يومين بالتعاون بين منظمة حسنة ووقف الديانة التركي، ليستوعب 108 عائلات.

تستذكر أم عبد الله معاناتها في المخيم، وتقول لـ منصة سوريا 24: “كانت خيمتي قريبة من مجرى مياه الأمطار، وفي كل شتاء تغرق بالمياه، مما يزيد من معاناتنا، خاصة مع البرد القارس. كما أن المدارس كانت بعيدة، وكان أطفالي يواجهون صعوبة كبيرة في الوصول إليها يوميًا”.

وتشيد بالسكن الجديد الذي وفر لها بيئة أكثر استقرارًا، ومدارس قريبة، وشوارع نظيفة، وخدمات أساسية لم تكن متاحة من قبل، مضيفة: “أشعر بالراحة أخيرًا، لكن رغم ذلك، لا أستطيع العودة إلى بلدتي بسبب دمار منزلي، ولا أملك القدرة على إعادة بنائه من جديد”.

حالة أم عبد الله تنطبق على العم عبد الغفور حاج مصطفى (60 عامًا)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومسؤول عن إعالة أسرته وأحفاده اليتامى.

يصف معاناته في المخيمات قائلاً: “كنت أجد صعوبة كبيرة في التنقل بين الخيام بعكازاتي، وكان الوصول إلى احتياجات عائلتي أمرًا بالغ المشقة، خاصة في ظل غياب أي تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة”.

لكن الأمور تغيرت بعد انتقاله إلى مجمع حسنة السكني، حيث حصل على شقة مجهزة، وأصبح بإمكانه التنقل بسهولة وتأمين احتياجات عائلته دون معاناة.

وبسبب الدمار الكبير الذي خلفه نظام الأسد البائد، لم يتمكن سوى 700 ألف نازح من العودة إلى منازلهم في مختلف المحافظات السورية، بينما لا يزال آلاف آخرون ينتظرون إعادة إعمار منازلهم المدمرة، وبناء بنية تحتية قادرة على تقديم الخدمات الأساسية، من مياه وكهرباء، لضمان عودة آمنة لهم.

الواقع الذي فرضه دمار الحرب يجعل من الضروري استمرار المنظمات الإنسانية في توفير حلول سكنية للنازحين، وهو ما يشير إليه أحد المسؤولين في مجمع حسنة السكني، حيث يقول لـ منصة سوريا 24 إن المشروع يهدف إلى توفير بيئة سكنية متكاملة للنازحين، عبر تقديم خدمات أساسية، ومرافق تعليمية، ودينية، واجتماعية، رغم التحديات المتعلقة بتكاليف تجهيز المنازل.

يوضح المسؤول أن المجمع مزود بمركز كهربائي خاص، إلا أن تكاليف الاشتراك المنزلي يتحملها السكان، أما بالنسبة للمياه، فقد تم حفر ثلاث آبار، وبناء خزان مياه بسعة 50 طن، وتزويده بألواح طاقة شمسية لضمان ضخ المياه مجانًا.

كما تم بناء مدرسة تحتوي على 20 غرفة صفية، وغرف إدارية، وقاعة كبيرة للأنشطة، لضمان بيئة تعليمية مناسبة للأطفال، إضافة إلى بناء مسجد يتسع لـ 500 مصلٍ، مجهز بكامل الخدمات، ومعهد لتعليم القرآن يتسع لـ 320 طالبًا وطالبة.

إلى جانب تأمين السكن، تم إنشاء مركز مهني لتدريب وتعليم بعض المهن للسكان، بهدف تمكينهم اقتصاديًا، بالإضافة إلى روضة للأطفال الصغار، وساحات وحدائق عامة، لتحسين جودة الحياة داخل المجمع.

وأكدّ المسؤول في المجمع السكني في ختام حديثه لـ منصة سوريا 24 أن هذه المشاريع تهدف إلى تأمين حياة كريمة للنازحين، ودعمهم في إعادة بناء حياتهم، وتوفير بيئة مناسبة للتعليم والعمل والاستقرار، في ظل استمرار التحديات التي تعيق عودتهم إلى ديارهم الأصلية.

مقالات ذات صلة