ريف دمشق: غلاء المعيشة وتردي الخدمات في بسيمة يعيقان عودة المهجرين

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بعد سنوات من النزوح والتهجير، يواجه العائدون من إدلب إلى قرى وبلدات وادي بردى بريف دمشق تحديات جسيمة تعيق عودتهم إلى حياتهم الطبيعية، منها تأمين السكن، وتوفير فرص العمل، وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى تدهور الخدمات الأساسية، كلها عوامل دفعت العديد من العائلات إلى تأجيل عودتها إلى قراها الأصلية، على أمل تحسن الأوضاع مع مرور الوقت.

واقع مرير: تدمير البنية التحتية وتردي الخدمات

كمال نصر الله، رئيس بلدية جديدة الوادي ومسؤولة أيضاً عن منطقة الأشرفية وقرية بسيمة، وصف الوضع الحالي خلال حديثه لمنصة سوريا 24، بأنه “تحت الصفر بخمسين درجة”، مشيراً إلى أن النظام ترك وراءه أزمات متعددة، منها تراكم القمامة في الشوارع والأحياء السكنية، تعطل الآليات، نقص الوقود اللازم لتشغيلها، كما أن المنازل المدمرة والأنقاض المتناثرة تحتاج إلى جهود كبيرة لإزالتها وترميمها، مما يعيق عودة الأهالي وإعادة إعمار منازلهم.

وأضاف نصر الله أن شركة النظافة “ايكلين”، التي كانت تعمل سابقاً في إدلب، وقعت عقوداً لصيانة الآليات المعطلة وتزويدها بالوقود، إلا أن هذه الوعود لم تترجم إلى أفعال حتى الآن، هذا الوضع دفع وجهاء المنطقة وأهالي البلدة إلى التحرك بشكل تطوعي لتغطية نفقات الإصلاح والوقود، وإزالة القمامة، وتنظيف الشوارع، في محاولة لتحسين الوضع رغم الإمكانات المحدودة.

معاناة العائدين: بين الإيجار وإعادة الإعمار

  هدى، إحدى العائدات من إدلب إلى قرية بسيمة، قالت لمنصة سوريا 24، إنها لم تتمكن من السكن في منزلها بسبب الدمار الكبير الذي طاله، مما اضطرها إلى استئجار منزل في مناطق قريبة من قريتها. هدى ليست الوحيدة في هذه المعاناة، حيث لجأت عشرات العوائل العائدة إلى الإيجار بسبب عدم جاهزية منازلهم للسكن.

وتشير هدى إلى أن حوالي 100 عائلة عادت من إدلب إلى بسيمة، بعضها سكن في مساكن الحرس على أطراف وادي بردى، بينما اضطر البعض الآخر إلى تحمل أعباء الإيجار المرتفعة مقارنة بالوضع المعيشي المتردي.

تحديات اقتصادية واجتماعية 

تواجه العائلات العائدة أيضا حسب من تحدينا إليهم من الأهالي تحديات كبيرة في تأمين مصادر دخل جديدة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي بشكل عام، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف صيانة وتجهيز المنازل المدمرة التي باتت تشكل عبئاً مالياً كبيراً على العائلات التي تعاني أصلاً من ضعف الإمكانات المادية.

الوضع لا يسمح بالعودة الآن .. لسان حال بعض المهجرين 

أم غيث القادري، إحدى أهالي قرية بسيمة، فضلت البقاء في إدلب وعدم العودة إلى قريتها في الوقت الحالي بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف إصلاح منزلها المدمر.

تقول أم غيث لمنصة سوريا 24: “الوضع في بسيمة صعب جداً، منزلي يحتاج إلى إصلاحات كبيرة، وأنا لا أملك المال الكافي، والخدمات الأساسية مثل غير متوفرة بشكل كافٍ، مما يجعل الحياة هناك صعبة للغاية”.

وتضيف: “نأمل أن تتحسن الأوضاع في الأشهر القادمة إلى حين انتهاء موسم المدارس، وأن تكون هناك مساعدات حقيقية لإعادة إعمار منازلنا وتأمين الخدمات الأساسية، حتى نتمكن من العودة بأمان وكرامة”.

في ظل هذه التحديات، تبقى آمال العائدين معلقة على تحسن الأوضاع وبدء مشاريع إعادة الإعمار، التي قد تساعدهم على استعادة حياتهم واستقرارهم في قراهم وبلداتهم التي طالما حلموا بالعودة إليها.

مقالات ذات صلة