أكدت عدة مصادر من داخل مدينة السويداء لمنصة سوريا٢٤، أن المدينة وغيرها من المناطق في المحافظة تشهد أزمة حادة نتيجة غياب التدفئة في غالبية المدارس، مما يضع الطلاب والمعلمين أمام تحديات جسيمة في ظل البرد القارس الذي يجتاح المنطقة.
وأصبحت الأوضاع المتردية داخل المدارس تهدد سير العملية التعليمية وتعرض صحة الطلاب للخطر، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بالأمراض والالتهابات الناجمة عن البرد الشديد.
وتشير شكاوى الأهالي التي نقلها الصحفي علي الأعور من سكان المدينة لمنصة سوريا ٢٤، علي الأعور، إلى أن معظم المدارس تعاني من نقص حاد في مادة المازوت اللازمة لتشغيل وسائل التدفئة.
وأكد الأهالي على أن هذا النقص لم يعد مشكلة مؤقتة بل تحول إلى أزمة مستمرة تؤثر بشكل مباشر على حياة الطلاب وأسرهم، ونتيجة لذلك، أصبحت المدارس مكاناً غير آمن وغير مريح للتعلم، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار الذين يعانون من برودة الطقس بشكل أكبر.
كما لفت الأعور نقلا عن الأهالي، إلى أن بعض المدارس التي توفر فيها التدفئة إنما تعتمد بشكل كامل على الجهود المجتمعية والتبرعات، ففي إحدى المدارس، قام الأهالي بتقديم مبلغ 10 آلاف ليرة سورية لكل طالب لشراء المازوت اللازم لتشغيل التدفئة.
ومع ذلك، فإن هذه الحلول ليست متاحة في كل المدارس، ما يجعل الغالبية العظمى منها تعاني من البرد دون أي حلول واضحة.
ووسط هذه الظروف القاسية، وجه العديد من الأهالي نداءات عاجلة بعدم إرسال الأطفال إلى المدارس، خوفاً على صحتهم وسلامتهم.
ولم تقدم الجهات الخدمية حتى الآن أي حلول جذرية لهذه المشكلة المستفحلة، فالتدفئة تعد واحدة من أهم مستلزمات المدارس، خاصة في فصل الشتاء، إلا أن غياب الدعم الحكومي ترك المدارس والأهالي في مواجهة مباشرة مع هذه الأزمة.
وبدورهم، يحاول المجتمع الأهلي تقديم حلول مؤقتة مثل التبرعات، لكن هذه الجهود لا تغطي سوى نسبة صغيرة من الاحتياجات.
من جهتها، نقلت راقية الشاعر من سكان مدينة السويداء عن مجموعة مدرسين ومدرسات (فضّلوا عدم ذكر اسمهم) لمنصة سوريا ٢٤: “قمت بإجراء بعض الاتصالات والاستفسارات مع مدرسين وأشخاص أصحاب قرار، وبناءً على ما تم تأكيده لي فإن في محافظة السويداء، تم سحب مبلغ من المصرف المركزي بقيمة مليار ونصف ليرة سورية، ومن هذا المبلغ تم تخصيص 500 مليون ليرة سورية لتغطية نفقات التدفئة في المدارس، ولكن يبدو أن هذه الأموال لم تُستخدم بالشكل المطلوب، حيث إن التدفئة استمرت فقط لفترة قصيرة جدًا، ربما لمدة أسبوع أو حتى أقل (10 أيام كحد أقصى)، وبعد ذلك توقفت تمامًا، والآن يبرز السؤال: إلى أين ذهبت هذه الأموال؟ وأين اختفت المحروقات المخصصة للتدفئة؟”.
وتابعت: “المدارس في محافظة السويداء تعاني حاليًا من غياب كامل للمحروقات، مما أدى إلى وضع صعب للغاية، خاصة في ظل الطقس البارد، والطلاب يواجهون معاناة كبيرة، سواء أثناء الذهاب إلى المدرسة أو داخلها، بالإضافة إلى ذلك، فإن مستوى التعليم والمواد الدراسية المقدمة أصبح ضعيفًا جدًا بسبب هذه الفوضى”.
وأضافت: “خلاصة القول، هناك معاناة حقيقية يعيشها الطلاب والمدرسون معًا، كما أن هناك فوضى وإهمال واضح في إدارة قطاع التربية والتعليم، أي أن الوضع الحالي سيئ جدًا ويحتاج إلى حلول عاجلة وفعالة”.
وأمام استمرار الأزمة وعدم وجود بوادر لحل قريب، دعا البعض إلى تنظيم إضراب عام في المدارس بهدف تسليط الضوء على مشكلة التدفئة ودفع الجهات المعنية للتحرك، علا اعتبار أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى انهيار العملية التعليمية بشكل كامل، حيث لم يعد بإمكان الطلاب ولا المدرسين تحمل البرد القارس أثناء الدوام.
ووسط كل ذلك، فإن أزمة التدفئة في مدارس السويداء ليست مجرد مشكلة موسمية، بل هي انعكاس لأزمة أوسع تتعلق بالبنية التحتية والدعم الحكومي، وإذا لم يتم التحرك بشكل عاجل لتوفير المازوت وتحسين ظروف التدفئة في المدارس، فإن الآثار السلبية ستزداد حدة، وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على الصحة العامة والتعليم في المحافظة.