لبنان: معتقلو الرأي السوريون يضربون عن الطعام حتى إشعار آخر

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد أبو عمر المحصي أحد المعتقلين في سجن رومية اللبناني في حديثه لمنصة سوريا 24، عن البدء بتنفيذ إضراب عن الطعام يستمر حتى إشعار آخر، إلى حين الاستجابة لمطالبهم وتسليمهم للدولة السورية، لافتا إلى حجم الانتهاكات والأمراض التي يواجهونها.

وفي خطوة تصعيدية تعكس معاناة طويلة من الإهمال والانتهاكات، أعلن معتقلو الرأي السوريون في السجون اللبنانية عامة وسجن رومية خاصة، إضراباً عن الطعام بدءاً من يوم الاثنين 11 شباط/فبراير 2025، احتجاجاً على عدم تنفيذ اتفاق تسليمهم إلى سوريا.

وجاءت هذه الخطوة جاءت بعد سنوات من الاحتجاز القسري الذي طالبوا خلاله مراراً وتكراراً بتسوية ملفاتهم وإعادتهم إلى بلادهم التي تحررت مؤخراً من نظام الأسد.

المعتقلون، الذين يبلغ عددهم حوالي 200 معتقل في سجن رومية فقط، تم اعتقالهم على خلفية دعمهم للثورة السورية ضد نظام الأسد السابق، وقد تعرضوا للاعتقال التعسفي والتلفيق الجنائي بتهم الإرهاب، بينما كان هدفهم الوحيد هو التعبير عن آرائهم السياسية والمطالبة بالحرية والعدالة في سوريا.

مع سقوط نظام الأسد السابق وتحرير سوريا، ازدادت مطالب هؤلاء المعتقلين بإعادتهم إلى وطنهم الجديد، حيث يرون أن استمرار وجودهم في السجون اللبنانية غير قانوني وغير إنساني، ومع ذلك، لم يتمكنوا حتى الآن من تحقيق هذا الهدف رغم الاتفاق الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية السورية في يناير الماضي بين الحكومتين السورية واللبنانية.

وفي بيان رسمي أصدروه، أكد المعتقلون أن قرار الإضراب لم يكن سهلاً، لكنهم يرون فيه الوسيلة الوحيدة المتاحة للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم.

وأشار البيان إلى أن الإضراب يأتي “احتجاجاً على عدم تسليمنا لدولتنا السورية الجديدة”، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم حتى تحقيق مطلبهم الأساسي.

ومن أبرز المطالب التي ينادي بها المعتقلون: استكمال الاتفاق بين الحكومتين السورية واللبنانية القاضي باستعادة المعتقلين السوريين لبلدهم، عدم دمج ملفاتهم مع السجناء الجنائيين المتهمين بجرائم مثل السرقة والمخدرات والتزوير، التدخل العاجل من قبل الجهات المعنية لإيجاد حلول سريعة لهذه القضية الإنسانية.

وتحدث الحمصي عن معاناته اليومية وأوضاع زملائه قائلا: “اليوم نستخدم حقاً من حقوقنا القانونية ببدء الإضراب عن الطعام، علّ صوتنا يصل ليتم تسليمنا للدولة السورية، نحن معتقلون على خلفية انضمامنا للثورة السورية، وأوضاعنا اليوم مليئة بالخوف والتوتر، والجوع يحتل أجسامنا”.

وأشار الحمصي أيضاً إلى أن هناك مرضى وكبار سن بين المعتقلين، وأنهم جميعاً يخوضون هذا الإضراب رغم المخاطر الصحية الجسيمة.

وأكد على أنهم يحملون المسؤولية عن أي ضرر جسدي قد يلحق بهم لكل من ظلمهم أو أهمل قضيتهم.

وأضاف: “اليوم، كمعتقل سوري، أشعر بالفخر والعزة لأن لدينا دولة جديدة تطالب بنا كمواطنين سوريين”، مؤكدا أنه يصلي كل لحظة بأن يكون تسليمهم إلى سوريا قريبًا، خاصة وأن زوجته وأطفاله وعائلته ينتظرونه في سوريا ويحسبون كل ثانية للقاء المنتظر.

بدوره، أكد المحامي اللبناني محمد صبلوح في حديثه لمنصة سوريا 24، على أن معظم معتقلي الرأي في السجون اللبنانية جريمتهم الوحيدة هي دعمهم للثورة السورية.

وأضاف: “تم تلفيق تهمة الإرهاب لهم وفبركة ملفاتهم، وتعرضوا للكثير من الانتهاكات”.

وشدد على أن القضاء اللبناني مطالب بتفعيل العدالة الانتقالية ورفع الظلم عن هؤلاء المعتقلين وجبر الضرر، مشيراً إلى أن كل يوم سجن إضافي منذ تحرير سوريا هو بمثابة سنوات طويلة من المعاناة.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، أكدت وزارة الخارجية السورية أن دمشق وبيروت توصلا إلى اتفاق بشأن استرداد جميع المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.

وشمل الاتفاق أيضاً تأمين الحدود ومكافحة المخدرات ومتابعة قضية الودائع المالية المفقودة للسوريين في البنوك اللبنانية، ومع ذلك، يبدو أن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بشكل كامل حتى الآن، مما أثار غضب المعتقلين وأسرهم.

وفي ختام بيانهم، وجه المعتقلون نداءً إلى كل أحرار العالم للتضامن مع قضيتهم المحقة، والتي شهدت بها العديد من المنظمات الدولية والحقوقية والإعلامية، كما دعوا الحكومة اللبنانية والمنظمات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على إنهاء هذه المأساة الإنسانية.

مقالات ذات صلة