لبنان: تدهور صحة المعتقلين السوريين في سجن رومية بعد إضرابهم عن الطعام

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكدت مصادر خاصة من داخل سجن رومية اللبناني في حديثها لمنصة سوريا ٢٤، اليوم السبت، بتدهور الحالة الصحية لعدد من المعتقلين السوريين، نتيجة استمرار إضرابهم عن الطعام لليوم الرابع على التوالي.

ويأتي الإضراب في خطوة تصعيدية تطالب بتطبيق اتفاق سابق بين سوريا ولبنان ينص على استرداد جميع المعتقلين السوريين إلى بلادهم.

وذكر طلال الخطيب، أحد المعتقلين المضربين في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن عدد السجناء المشاركين في الإضراب وصل إلى 100 معتقل حتى الآن، ومن المتوقع انضمام المزيد بشكل رسمي يوم الإثنين القادم، وأشار الخطيب إلى أن هناك 10 سجناء على الأقل أصبحت حالتهم الصحية حرجة، مع تدهور مستمر نتيجة الامتناع عن الطعام.

وقال الخطيب إن مطالب المعتقلين تتركز حول تنفيذ الاتفاق الذي تم الإعلان عنه مؤخراً خلال زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى دمشق، والذي يقضي باسترداد جميع المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية إلى سوريا، كما طالبوا بتعيين مسؤول من الحكومة السورية للتفاوض مع الجهات المعنية في لبنان لحسم هذا الملف الإنساني بشكل عاجل.

في المقابل، نفى المحامي اللبناني محمد صبلوح، في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، صحة الأخبار التي تتحدث عن تفاعل إيجابي وسريع من الحكومة اللبنانية لتسليم 2300 معتقل سوري في السجون اللبنانية، وأكد أن هناك وعوداً فقط دون أفعال ملموسة، مشيراً إلى ضرورة الضغط من قبل الحكومة السورية لتحقيق الوعود ومعالجة هذا الملف.

وبحسب المرصد اللبناني لحقوق السجناء، فإن سجون لبنان تضم 2351 معتقلاً سورياً، يشكلون نسبة 30% من إجمالي السجناء، موزعين على مختلف السجون. ومن بين هؤلاء، حوالي 250 شخصاً متهمين بالإرهاب، بينما يواجه الباقون تهماً جنائية أخرى.

ومع ذلك، أكد المرصد أن معظم هؤلاء السجناء يعانون من “مظلومية” نتيجة ظروف اللجوء المعيشية السيئة في لبنان التي دفعت بعضهم لارتكاب أخطاء، بالإضافة إلى التعاطي الكيدي من قبل الأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني.

وأشار المرصد إلى أن العديد من السوريين يتم توقيفهم لسنوات طويلة بناءً على الشبهات أو تقارير من مخبرين، مع تأخر المحاكمات وظروف تحقيق واعتقال سيئة للغاية. كما أشار إلى استغلال المحامين وضعف الرعاية الطبية، مما يجعل السجون اللبنانية بمثابة “قنبلة موقوتة”.

وفي بيان له وصلت نسخة منه لمنصة سوريا ٢٤، أكد المرصد أن الوقت قد حان لطي صفحة الظلم وإنهاء معاناة آلاف المعتقلين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين الذين يعتبرون ضحايا للوضع السياسي والأمني السابق. ودعا البيان إلى معالجة هذه القضية بشكل عاجل لتجنب أي تصعيد محتمل داخل السجون.

من جهته، قال المعتقل فادي جاسم في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “الإضراب مستمر وبازدياد، وننتظر الاستجابة لمطلبنا”، وأوضح أن الوضع في سجن رومية سيء للغاية، حيث لا تتوفر أدوية أو علاجات أساسية، ولا تستطيع الدولة اللبنانية توفير حتى الإسعافات الأولية لأي طارئ.

وأضاف جاسم: “نعم، هناك أمراض مزمنة بيننا، وتوقف الدواء يؤدي إلى حالات إغماء وعدم وعي، وقد يصل الأمر إلى الموت”، وشدد على أن الإضراب سيستمر حتى تحقيق المطالب، معتبراً أن هذه الخطوة هي الوسيلة الوحيدة للفت أنظار المسؤولين إلى معاناتهم.

وكانت وزارة الخارجية السورية قد أكدت في كانون الثاني/يناير الماضي، أن دمشق وبيروت توصلا إلى اتفاق بشأن استرداد جميع المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، إلى جانب تأمين الحدود ومكافحة المخدرات ومتابعة قضية الودائع المالية المفقودة للسوريين في البنوك اللبنانية، ومع ذلك، يبدو أن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بشكل كامل حتى الآن، مما أثار غضب المعتقلين وأسرهم.

مقالات ذات صلة