أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، باسل عبد الحنان، أن الحكومة السورية بصدد إصدار تعرفة جمركية جديدة، إلى جانب تسعيرة جديدة للكهرباء الصناعية بالدولار، مشيرًا إلى أن حماية المنتج الوطني “واجب وليس خيارًا”.
وأوضح أن وزارة الكهرباء ستصدر اليوم الأحد التسعيرة الجديدة، بينما سترفع وزارة الاقتصاد كتابًا إلى رئاسة مجلس الوزراء لمراجعة الرسوم الإضافية على فواتير الكهرباء للصناعيين.
كما ستتضمن التعرفة الجمركية الجديدة بنودًا جديدة، إلى جانب تخفيض رسوم المواد الأولية المستخدمة في الصناعة، في خطوة تهدف إلى دعم الإنتاج المحلي.
رغم هذه الإجراءات، لا تزال الصناعة في حلب تواجه تحديات كبيرة، أبرزها عدم استقرار التيار الكهربائي وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب زيادة أسعار الكهرباء والمحروقات، إضافة إلى صعوبات التصدير إلى الأسواق الخارجية، والتشريعات الاقتصادية القديمة التي تعيق الاستثمار.
كما أن مشاكل البنية التحتية وتعطل بعض المشاريع الاستثمارية يحدّان من توسع القطاع الصناعي، ما يزيد من الضغوط على المستثمرين.
في هذا السياق، أوضح حسين الراعي، مستشار المدير العام في المدينة الصناعية بالشيخ نجار، في تصريح لمنصة سوريا 24، أن المدينة تضم 960 منشأة صناعية تعمل في قطاعات متنوعة، من بينها الغذاء والنسيج والكيمياء والهندسة والدواء.
وتوفر المدينة بنية تحتية متكاملة ومقاسم صناعية بمساحات مختلفة، إلى جانب نافذة إدارية موحدة لتسهيل الإجراءات، كما ساهم حق التملك للمستثمرين الأجانب في جذب استثمارات جديدة، مستفيدًا من الموقع الاستراتيجي القريب من مركز حلب.
من جانبه، شدد وزير الاقتصاد على تشكيل لجان متخصصة لدراسة صناعة النسيج والجلديات، بهدف تطوير رؤية واضحة تلبي احتياجات الصناعيين، مع تعزيز استخدام الطاقة البديلة كأحد الحلول الممكنة.
أما محمود الشيخ، أحد الصناعيين في المدينة الصناعية، فأكد خلال حديثه لـ سوريا 24 أن الصناعة في حلب لا تزال تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص الطاقة وعدم استقرار الاقتصاد.
رغم ذلك، تحاول المصانع الصمود وسط هذه الظروف الصعبة، مع توقعات بأن تسهم التعديلات الاقتصادية في تخفيف الأعباء وتعزيز الاستثمار والتصدير خلال الفترة المقبلة.
بين قرارات الحكومة وتحديات الواقع، تبقى الصناعة في سوريا أمام اختبار صعب، حيث يأمل الصناعيون أن تؤدي الإصلاحات الاقتصادية إلى خلق بيئة استثمارية أكثر استقرارًا، رغم استمرار العقبات التي تعرقل النمو والتوسع.