الدوري السوري: مخاوف أمنية وملاعب غير جاهزة تعرقل استئنافه

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد يوسف ربيع حسن، عضو اللجنة الاستشارية باتحاد كرة القدم، في حديثه لمنصة “سوريا 24“، أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه استئناف دوري كرة القدم، وعلى رأسها عدم جاهزية الملاعب، إضافة إلى الملف الأمني.

وأوضح ربيع حسن أن ملفات إعادة الحياة إلى ملاعب العباسيين بدمشق وعدد من المنشآت الرياضية الأخرى قد تم إعدادها، وسيتم رفعها إلى الدول المانحة لتوفير الدعم المالي اللازم، حسب تعبيره.

وقبل أيام، أعلن الاتحاد عن قرار استئناف النشاط الكروي على مختلف الأصعدة، اعتبارًا من العاشر من نيسان/أبريل القادم.

ويأتي هذا القرار بعد سنوات طويلة من التوقف والاضطراب نتيجة التطورات الميدانية المستمرة في البلاد، إذ يهدف القرار إلى إحياء الدوري الممتاز ودوري الفئات العمرية، بالإضافة إلى تفعيل دور المنتخبات الوطنية.

وفي تعميم رسمي أصدره الاتحاد بالتعاون مع اللجنة الاستشارية، تم اتخاذ مجموعة من القرارات التي تستهدف تحسين البنية التنظيمية والإدارية للنشاط الكروي. ومن أبرز هذه القرارات: الإعلان عن تعيين كادر فني وطني لاستكشاف اللاعبين السوريين المغتربين في الخارج، خاصة في أوروبا وتركيا، بهدف تعزيز صفوف المنتخب الوطني.

كما تم تكليف رغدان شحادة مديرًا لمنتخب الرجال، وأنس صابوني مدربًا مساعدًا، بالتنسيق مع المدرب الفني خوسيه لانا.

وتم تثبيت المشاركة في بطولات غرب آسيا لفئات تحت 23 سنة، وللشباب والناشئين والشابات، ما يعكس حرص الاتحاد على الانخراط في المنافسات الإقليمية لتطوير مستوى اللعبة.

وتقرر كذلك إقامة دورات تأهيل وتنسيب لحكام مناطق إدلب وريف حلب الشمالي ودير الزور، وتنظيم دورتين تدريبيتين للمستوى (C) لمدربي إدلب وريف حلب الشمالي، وإقامة دورة إعداد محاضرين للدورات التدريبية الآسيوية، بالتزامن مع الدورة الآسيوية من المستوى (C) في دمشق.

وأفاد ربيع حسن أنه تم تحديد المواعيد لاستكمال مسابقات دوري الدرجة الممتازة والأولى ودوري الفئات العمرية، بما في ذلك دوري إدلب ودوري الشمال، مضيفًا أنه رغم الجهود المبذولة، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه استئناف الدوري، منها: حالة عدم الاستقرار الأمني، التي تُعتبر من أبرز التحديات التي تهدد استمرارية النشاط الكروي.

ولفت ربيع حسن إلى أن الملف الأمني يمثل أولوية قصوى، حيث تحتاج المناطق المستضيفة للمباريات إلى ضمانات أمنية قوية.

وذكر أن العديد من الملاعب المعتمدة لاستضافة المباريات، مثل ملعب الحمدانية في حلب، وملاعب إدلب وحمص ودمشق، ليست جاهزة بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الاتحاد يعمل على إعداد ملفات لإعادة تأهيل هذه المنشآت الرياضية.

وبيّن أنه بسبب التوقف الطويل للنشاط الكروي، فإن معظم الأندية غير جاهزة من الناحية الفنية أو الإدارية، لذلك تم منح الأندية فترة زمنية للاجتماع مع مديري الأندية لتحديد الآليات المناسبة لاستئناف الدوري.

من جهته، أبدى أنس حسين، حكم كرة قدم منشق ومؤسس في الهيئة العامة للرياضة والشباب، تحفظه على آلية استئناف الدوري.

وقال حسين في حديثه لمنصة “سوريا 24“، إن أندية إدلب وشمال حلب ستعاني من ظلم كبير، لأن مستواها الفني يوازي أو يتجاوز مستوى بعض فرق الدوري الممتاز السابق، معتبرًا أن الحل الأمثل كان يتطلب التنسيق مع “الفيفا” لإطلاق دوري تصنيفي يجمع بين جميع المناطق.

وأثار أنس حسين قضية حساسة تتعلق بإدماج الحكام والكوادر الإدارية والفنية في المناطق التي كانت تُعرف بـ”المحرر”، مبينًا أن هؤلاء الكوادر تعرضوا لسنوات من الظلم، رغم أنهم حققوا نجاحات كبيرة في ظل غياب الدعم والموارد.

وطالب حسين بضرورة تصنيفهم وفق درجاتهم السابقة وإعطائهم دورات صقل للاستفادة من خبراتهم.

وعلى الرغم من التحديات، حسب حسين، يبدو أن هناك توجهًا جديًا نحو بناء دوري قوي في الموسم المقبل. وقد أظهرت التجارب الأخيرة أن فرق المناطق التي كانت تُعرف بـ”المحرر” قادرة على منافسة أعرق الأندية السورية، بل وحتى تحقيق الفوز عليها، وهذا يعكس علو كعب الرياضيين في تلك المناطق رغم الظروف الصعبة.

ووسط كل ذلك، يُعد استئناف الدوري السوري لكرة القدم خطوة مهمة نحو استعادة الحياة الرياضية في سوريا، لكنه يواجه تحديات كبيرة تتعلق بالأمن، وجاهزية الملاعب، والتفاوت الفني والإداري بين المناطق.

ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لإعادة تأهيل المنشآت، واستكشاف المواهب المغتربة، وإدماج الكوادر من جميع المناطق، تشير إلى وجود رغبة حقيقية في بناء دوري قوي ومستدام. ومع الوقت، يمكن أن يصبح الدوري السوري منصة لتطوير الكرة السورية ورفع مستواها على الساحة الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة