“قطرة دم” .. مبادرة لتعزيز التبرع الطوعي والاستجابة الطارئة في إدلب وحماة

في خطوة لتعزيز التكافل المجتمعي وتحسين الاستجابة الطارئة في شمال غربي سوريا، أطلقت عدة فرق تطوعية ومنظمات إنسانية، من بينها فريق “الأيادي الذهبية” التطوعي، جلسة تعريفية بمبادرة “قطرة دم” تستهدف هذه المبادرة الفاعلين في المجتمع المحلي والفرق التطوعية والمنظمات الإنسانية المهتمة بإنشاء منظومة متكاملة للتبرع بالدم، بهدف سد الفجوة بين المتبرعين والمحتاجين وإنقاذ المزيد من الأرواح.

مبادرة “قطرة دم” .. ربط المتبرعين ببنوك الدم إلكترونيًا

عبد الله ياسين، مدير فريق الأيادي الذهبية التطوعي، أوضح في حديثه لمنصة SY24 أن المبادرة هي مشروع تقني خدمي سيتم تنفيذه بالتعاون مع منظمة “بنفسج” ضمن مشروع “غّير”، ويهدف إلى ربط المجتمع المحلي في إدلب وحماة ببنوك الدم من خلال تطوير آلية تبرع واستجابة دورية عبر تطبيق إلكتروني ومنصات رقمية وحملات توعوية، لضمان سرعة الوصول إلى وحدات الدم للحالات الطارئة.

وأضاف الياسين أن الهدف الأساسي للمبادرة هو تسهيل عملية التبرع بالدم من خلال إنشاء تطبيق ذكي يربط بين المتبرعين والمراكز الصحية، مما يسهم في ضمان الاستجابة الفورية للحالات الحرجة، كما تهدف المبادرة إلى تطوير نظام استجابة دورية، يضمن توفر فصائل الدم المختلفة عند الحاجة، إلى جانب إطلاق حملات توعوية لتعزيز ثقافة التبرع وزيادة أعداد المتبرعين، وسط نقص حاد في وحدات الدم بمناطق شمال غربي سوريا.

أهمية المبادرة في سد الفجوة الصحية

تبرز أهمية المبادرة في تقليل الفجوة بين المتبرعين وبنوك الدم، وتسهيل وصول المحتاجين إلى التبرعات، خاصةً في حالات الحوادث المرورية، العمليات الجراحية، ومرضى الثلاسيميا الذين يحتاجون إلى تبديل الدم بشكل دوري، ويشكل هذا المشروع حلاً مستدامًا لمشكلة نقص وحدات الدم التي تفاقمت بفعل الأوضاع الإنسانية الصعبة والنظام الصحي المحدود في المنطقة.

آلية عمل المبادرة

يعتمد المشروع على تطبيق إلكتروني يسجل بيانات المتبرعين، بما في ذلك فصيلة الدم والموقع الجغرافي. وعند الحاجة، يقوم التطبيق بإرسال إشعارات ورسائل نصية للمتبرعين الذين تتطابق فصائل دمهم مع الحالة المحتاجة، مع مراعاة القرب الجغرافي، لضمان وصول الدم بأسرع وقت ممكن.

ويسعى القائمون على المبادرة إلى إحداث تغيير حقيقي في النظام الصحي المحلي، من خلال حلول تقنية مبتكرة تعزز ثقافة التبرع الطوعي وتنقذ حياة العديد من المرضى والمصابين.

في ظل الأوضاع الإنسانية المعقدة في شمال غربي سوريا، تمثل مبادرة “قطرة دم” خطوة مهمة نحو تعزيز الاستجابة الطبية الطارئة، وسد العجز في وحدات الدم، عبر حلول تقنية تسهل التبرع وتسهم في إنقاذ الأرواح، وبينما تستمر الجهود في توسيع نطاق المبادرة، يبقى التحدي الأكبر هو تحفيز المجتمع المحلي على المشاركة الفاعلة، لضمان نجاح المشروع واستدامته في ظل الاحتياجات المتزايدة.