سلمية: استقرار الحريات العامة لا يُخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد عدد من أهالي مدينة سلمية بريف حماة الشرقي في حديثهم لمنصة سوريا ٢٤، على أن واقع الحريات جيد جداً، لافتين إلى بعض التجاوزات والخروقات من فلول النظام السابق والتي يتم التعامل معها من قبل قوى الأمن العام السوري.

وتُعد سلمية واحدة من المدن السورية التي تشهد تفاعلات معقدة على صعيد الحريات العامة والوضع الاقتصادي، ووصف محمد إقبال، أحد أبناء المدينة في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، واقع الحريات في سلمية بأنه “جيد جداً”، مؤكداً أن الوضع العام مستقر ولا توجد مشكلات كبيرة تستدعي القلق.

وأشار إقبال إلى وجود بعض الحوادث البسيطة التي يمكن تجاوزها، لافتاً إلى وجود خوف لدى الأقليات من الشبيحة الذين لا يزالون موجودين داخل المدينة، والذين يستخدمون خطاباً طائفياً لزرع الفتنة، مما يثير قلقاً مستمراً لدى السكان.

من جانبه، قدّم الدكتور مهدي الحاج، عضو مجلس إدارة تجمع أحرار 2011، وجهة نظر متوازنة حول واقع الحريات في المدينة، وأوضح الحاج في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن “الحريات في سلمية حالها كحال باقي المحافظات السورية”، مشيراً إلى أن هناك حالات تعدي على الحريات، لكنها غالباً ما تكون فبركات أو محاولات لزرع الفتن.

وأضاف: “أي حالات اعتداء على الحريات يتم محاسبة مرتكبيها، وهذا دليل على وجود نظام قانوني يعمل”.، ولفت الحاج إلى أن أي نشاط يقوم به التجمع الذي ينتمي إليه يتم بحرية تامة دون أي عرقلة، قائلاً: “لا أحد يتدخل في أنشطتنا”.

ومع ذلك، أشار الحاج إلى أن التجمع الديمقراطي في المدينة كان يخطط لتنظيم وقفة احتجاجية، لكن تم إلغاؤها بناءً على طلب الجهات الرسمية حتى صدور تصاريح تنظيم الاحتجاجات، دون أي مضايقات أو ضغط على القائمين على التجمع.

وعلى الرغم من الاستقرار النسبي في مجال الحريات، فإن الوضع الاقتصادي في سلمية يبدو “كارثياً”، إذ يعاني الأهالي من حالة ركود وفقر مدقع نتيجة انقطاع أجور العاملين وعدم شمول المتقاعدين بأي زيادة.

وحول ذلك، قال محمد إقبال إن المدينة تعتمد بشكل كبير على الرواتب الوظيفية، وخاصة المتقاعدين، الذين أصبح راتبهم غير كافٍ لتغطية حتى ثمن الأدوية.

وعلى الرغم من انخفاض أسعار بعض المواد الغذائية، فإن القدرة الشرائية للأهالي ضعيفة جداً بسبب غياب مصادر دخل أخرى، كما يطالب الأهالي بخفض أسعار الخبز ووسائل النقل، حيث ارتفعت هذه الأسعار بشكل كبير، مما زاد من معاناة المواطنين، حسب إقبال.

وتعاني سلمية من إهمال طويل الأمد يعود إلى زمن النظام السابق. فالبنية التحتية للمدينة ضعيفة، ولا توجد مشاريع تنموية جديدة، كما أن معظم الدوائر الرسمية لا تعمل بالشكل المطلوب، مما يزيد من معاناة السكان.

وفي هذا الجانب، اعتبر إقبال أن هذا الإهمال ترك أثراً سلبياً على الحياة اليومية للأهالي، حيث يواجهون صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية.

وعلى الصعيد الأمني، بيّن الدكتور مهدي الحاج بأن هناك خروقات أمنية من فلول النظام السابق، مشيرا في ذات الوقت إلى أن التعزيزات الأمنية في المدينة جيدة والاستجابة لأي حوادث سرقة أو انتهاكات سريعة.

ووسط كل ذلك، يمكن القول إن مدينة سلمية تعيش حالة من الاستقرار النسبي على صعيد الحريات العامة، لكنها تواجه تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، ومع غياب المشاريع التنموية والإصلاحات الاقتصادية، يبقى المواطنون في حالة قلق دائم بشأن مستقبلهم.

مقالات ذات صلة