أطلقت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS)، بالتعاون مع نقابة أطباء حماة ومديرية الصحة ومستشفى التوليد والأطفال في حماة، حملةً جراحية مجانية للأطفال تحت شعار “من الشمال إلى الجنوب: قلوب متحدة لعلاج أطفالنا”. تهدف الحملة إلى تقديم عمليات جراحية مجانية للأطفال دون سن 18 عامًا، بمشاركة خمسة من جراحي الأطفال وحديثي الولادة من داخل سوريا وخارجها.
وأوضح الدكتور بشير أبو اللبن، المسؤول البرامجي لمشاريع البعثات الطبية في SAMS، لمنصة “سوريا 24″، أن هذه المبادرة توفر فرصة ثمينة للأسر لتمكين أطفالهم من الحصول على رعاية جراحية متخصصة دون أي تكاليف، مما يسهم في تحسين الخدمات الصحية للأطفال المحتاجين. كما أشار إلى أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الخدمات التخصصية في المستشفيات السورية عبر دعم الفرق الطبية المحلية بخبرات دولية متقدمة.
وأشار إلى أن الجمعية، منذ 8 ديسمبر 2024، وسّعت نطاق خدماتها ليشمل جميع الأراضي السورية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة، بعد أن لعبت دورًا بارزًا في تقديم الرعاية الطبية الطارئة في شمال غرب سوريا، إلى جانب تدريب الكوادر الطبية وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية.
تدخلات جراحية متنوعة
تشمل الحملة إجراء عمليات في جراحة الصدر والرئتين، وجراحة البطن والأحشاء، والجراحة البولية، والتنظير الطبي (القصبي – الهضمي – البولي)، لتقديم حلول طبية متكاملة للأطفال الذين يعانون من مشكلات صحية تستدعي تدخلاً جراحيًا، خاصة في ظل النقص الحاد بالخدمات الطبية في المنطقة.
وأكد الدكتور ناصر مفلح، أخصائي جراحة الصدر والرئتين عند الأطفال والمنسق الأساسي لقافلة جراحة الأطفال، في حديثه إلى منصة “سوريا 24″، أن إطلاق الورشة جاء بعد زيارة ميدانية لمستشفى حماة، حيث تبيّن أن خدمات جراحة الأطفال كانت شبه معدومة، مما اضطر العديد من الحالات إلى السفر إلى محافظات أخرى رغم المشقة الكبيرة التي تواجهها العائلات. وأضاف أن الهدف الأساسي من الورشة هو توفير خدمات جراحية نوعية للأطفال في المدينة، وتخفيف العبء عن الأسر المحتاجة.
وأشار الدكتور ناصر إلى أن الورشة انطلقت رسميًا يوم الأحد، بالتنسيق مع نقابة الأطباء ومدير مستشفى التوليد والأطفال، الدكتور نزيه، وبدعم من منظمة SAMS. وخلال اليوم الأول، استقبل المستشفى نحو 85 مريضًا من مختلف الحالات الجراحية، شملت جراحة الصدر، جراحة العنق، جراحة البطن والأحشاء، جراحة الجهاز البولي، والخدمات التنظيرية.
توسيع نطاق الخدمات الطبية
وأوضح الطبيب أن الورشة الحالية هي الأولى من نوعها، لكنها لن تكون الأخيرة، إذ يجري التحضير لثلاث ورشٍ أخرى تهدف إلى تغطية معظم المحافظات السورية، وأكد أن سوريا تمتلك سبعة مستشفيات أطفال، إلا أن بعضها يفتقر إلى الخدمات الأساسية، نتيجة تدهور القطاع الصحي على مدى السنوات الماضية.
وأضاف أن الخطة الحالية تسعى إلى جعل هذه المستشفيات السبع ركيزةً أساسية لجراحة الأطفال في سوريا، مع العمل على إنشاء مركز متخصص لجراحة الأطفال في كل محافظة، لضمان حصول جميع الأطفال على الرعاية الطبية اللازمة داخل مناطقهم، دون الحاجة للسفر لمسافات طويلة بحثًا عن العلاج.
كما أشار إلى الدور الكبير الذي يلعبه الأطباء السوريون المغتربون في نقل خبراتهم بعد 14 عامًا من الحرب، حيث تم التنسيق مع عدد من الأطباء الزائرين للاستفادة من تجاربهم في تقديم أحدث الممارسات الجراحية.
خطوة نحو تحسين واقع جراحة الأطفال
تمثل هذه الحملة نقطة تحول في جهود تحسين الخدمات الصحية للأطفال في سوريا، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها القطاع الطبي. ومع استمرار دعم المنظمات الطبية الدولية والتنسيق مع الفرق المحلية، يمكن أن تشكل هذه المبادرات بداية لتعزيز البنية التحتية الصحية في البلاد، بما يضمن مستقبلًا أفضل للأطفال المحتاجين للرعاية الجراحية المتخصصة.