أكد فايز أبو عيد مدير “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أنه بعد سنوات طويلة من المعاناة وغياب وسائل النقل العام، شهد مخيم اليرموك تطوراً إيجابياً في قطاع المواصلات.
وأضاف أنه سيتم البدء بتشغيل خطوط حافلات جديدة تربط المخيم بمناطق حيوية في دمشق اعتباراً من صباح الأحد 26 شباط/فبراير 2025.
ولفت إلى أن هذا القرار يأتي استجابة لمطالب السكان المتكررة، الذين عانوا طويلاً من غياب وسائل النقل المناسبة.
وتم تخصيص خطين رئيسيين لتلبية احتياجات التنقل اليومية لسكان المخيم: الخط الأول ينطلق من أمام مقبرة اليرموك الجديدة، مروراً ببوابة الميدان، سانا، الجمارك، كلية الآداب، جامعة دمشق، معهد DTC، وصولاً إلى منطقة السومرية.
أما الخط الثاني، يبدأ من دوار فلسطين، عبر مساكن الزاهرة، سانا، الجمارك، جامعة دمشق، وينتهي أيضاً في السومرية.
وحسب أبو عيد، فإن مواعيد انطلاق الحافلات على الشكل التالي: الانطلاق من مقبرة اليرموك الجديدة الساعة 8:00 صباحاً، الانطلاق من دوار فلسطين الساعة 8:30 صباحاً، العودة من السومرية الساعة 2:30 ظهراً و3:00 عصراً.
وحُددت تكلفة الرحلة بـ 2000 ليرة سورية للشخص الواحد، وهي تكلفة معقولة مقارنة بالأسعار المرتفعة التي كان يدفعها السكان سابقاً لاستخدام سيارات الأجرة، وفق أبو عيد.
وقبل التطورات التي شهدتها سوريا عام 2011، كان مخيم اليرموك يتمتع بشبكة مواصلات قوية ومتنوعة، جعلته واحداً من أكثر المناطق اتصالاً بمدينة دمشق. وقد شملت هذه الشبكة خطوطاً رئيسية مثل: خط اليرموك – البرامكة الذي كان يخدم طلاب الجامعات والموظفين، وخط اليرموك – جسر الرئيس الذي كان يربط المخيم بمركز دمشق، خط اليرموك – المزة الذي استخدمه العاملون والطلاب بكثرة، خط اليرموك – كراج السومرية الذي خدم المسافرين نحو المناطق الأخرى.
إضافة إلى ذلك، كان هناك تكسي سرفيس يعمل بين المخيم وأحياء دمشق، مما وفر خيارات نقل سريعة وفعالة.
ولكن مع اندلاع الثورة السورية، توقفت هذه الخطوط تدريجياً نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والحصار الذي فرض على المخيم من قبل النظام السابق، ما أجبر السكان على الاعتماد على وسائل بديلة أكثر صعوبة وكلفة.
واعتبر أبو عيد على أن إعادة تشغيل خطوط النقل الداخلي إلى مخيم اليرموك يدل على عودة الحياة إليه، خاصة أن هناك أكثر من 5 آلاف عائلة في المخيم والذي أصبح يضج بالحياة، إضافة إلى الزيارات المتعددة لأبناء المخيم المغتربين عنه، ما يشجع على عودة كامل السكان إليه.
يُعتبر تشغيل خطوط الحافلات الجديدة خطوة ضرورية نحو تحسين الحياة اليومية لسكان المخيم، حيث يواجه العديد منهم صعوبات كبيرة في التنقل داخل وخارج المخيم بسبب غياب وسائل النقل العامة. وأكدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود الرامية لإعادة تأهيل البنية التحتية في المخيم، خصوصاً بعد عودة ما لا يقل عن 50 ألف شخص إليه خلال الفترة الماضية.