في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه النساء في شمال غرب سوريا، تبرز المبادرات الهادفة إلى تمكينهن عبر الفضاء الرقمي كنافذة جديدة نحو تحقيق الاستقلال المالي، في هذا السياق، أطلقت شبكة المرأة السورية، بتمويل من منظمة “بيتنا”، مشروع “تقنيات سوريات”، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات النساء في المجالات التقنية والرقمية، مما يمنحهن أدوات جديدة للاندماج في سوق العمل الرقمي.
حاليًا، تشارك عشرون سيدة من منطقة معرة مصرين في تدريب مكثف حول التسويق والربح الإلكتروني، يستمر لمدة خمسة أيام، كأول نشاط ضمن سلسلة ورشات ستُنفّذ ضمن المشروع.
تعزيز المهارات الرقمية لتحقيق الاستقلال المالي
توضح جواهر ياسين، منسقة المشروع، في حديثها إلى سوريا 24 أن الهدف الأساسي لهذه التدريبات هو تمكين النساء اقتصاديًا من خلال المهارات الرقمية والتقنية، مشيرةً إلى أن البرنامج التدريبي يشمل أربع محاور رئيسية: التسويق والربح الإلكتروني، لمساعدة النساء على الترويج لمنتجاتهن وخدماتهن عبر الإنترنت، وإنشاء وتصميم مواقع الويب، لإتاحة الفرصة لهن لبناء منصات رقمية خاصة بأعمال إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، كأداة أساسية لعرض المنتجات والخدمات بأسلوب احترافي، ووضع خطط مستقبلية، لتمكين المشاركات من تطوير مشاريعهن واستدامتها.
كل دورة تدريبية تستهدف عشرين سيدة من مختلف الشرائح في معرة مصرين والمناطق المجاورة، مما يتيح للنساء من خلفيات متنوعة فرصة الاستفادة من هذه المهارات الحديثة.
فرصة غير مسبوقة للنساء في المنطقة
إحدى السيدات المشاركات في التدريب تحدثت إلى سوريا 24 عن أهمية هذه الفرصة، مشيرةً إلى أن الدورة قدّمت لها وللمشاركات أدوات جديدة للاستفادة من الإنترنت والفضاء الرقمي في تسويق مشاريعهن الخاصة، وأوضحت أن المهارات المكتسبة تتيح لهن تطوير أعمالهن، سواء عبر تصوير وبيع المنتجات اليدوية، أو من خلال إنشاء وتصميم مواقع الويب، مما يمنحهن استقلالًا اقتصاديًا بعيدًا عن الأوضاع التقليدية لسوق العمل المحلي.
أهمية هذه المبادرات في دعم النساء وتعزيز دورهن الاقتصادي
تأتي هذه المبادرات كاستجابة ضرورية للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها النساء في شمال غرب سوريا، حيث يواجه العديد منهن تحديات في الوصول إلى فرص العمل التقليدية، ومن خلال المشاريع التي تعزز المهارات الرقمية، تصبح النساء أكثر قدرة على الاندماج في سوق العمل العالمي، مما يفتح لهن أبوابًا جديدة لمصادر الدخل المستدامة.
مشروع “تقنيات سوريات” لا يقتصر على منح النساء أدوات تقنية، بل يساهم في خلق بيئة داعمة لهن لاكتشاف إمكانياتهن في عالم الاقتصاد الرقمي، مما يرسّخ مفهوم الاستقلال المالي وتعزيز دور المرأة في المجتمع.
