خلف انفجار ناجم عن مخلفات حرب منقولة دماراً واسعاً في أكثر من مبنى سكني مجاور في بلدة النيرب بريف إدلب، متسبباً في وقوع ضحايا ومصابين، في حين لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملها بحثاً عن مفقودين.
وفي حديث خاص لمنصة سوريا 24، أوضح معن توامي، متطوع في الدفاع المدني السوري، أن الحصيلة الأولية للانفجار تشير إلى مقتل أربعة أشخاص، بينهم امرأتين وطفل، إضافة إلى إصابة طفلة أخرى بجروح متفاوتة.
وأضاف أن فرق الإسعاف عملت على نقل المصابين والجثث إلى مشافي مدينة إدلب، مشدداً على أن الحصيلة غير نهائية وقد ترتفع مع استمرار عمليات البحث، وبعد التحقق من الأعداد من خلال الجهات الطبية والمشافي.
وأكد توامي أن طبيعة الذخيرة التي تسببت في الانفجار لم تُحدد بعد، نظراً لكونها منقولة، في حين تتواجد فرق متخصصة بإزالة مخلفات الحرب في الموقع، بهدف تمشيطه والتحقق من أي ذخائر غير منفجرة لتجنب وقوع انفجارات جديدة وحماية المدنيين وعناصر فرق الإنقاذ.
وفي ذات السياق كشف مصدر مقرب من العائلة، في حديث خاص لمنصة سوريا 24، أن الانفجار الذي وقع كان ناجماً عن ذخائر غير منفجرة كانت مخزنة داخل المنزل ، حيث كان صاحبه، الذي يعمل في جمع وبيع الخردة، يقوم بتخزين مخلفات الألغام بهدف تفكيكها وبيعها كمصدر رزق، دون إدراك مدى خطورتها.
إذ وقع الانفجار في لحظة مأساوية، وكان المنزل يعجّ بالأطفال وعدد من الجيران، قدّر المصدر عددهم بحوالي عشرين شخصاً، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا بشكل مأساوي، مع بقاء أشخاص تحت الأنقاض جراء انهيار المبنى بالكامل.
ويبرز هذا الحادث مجدداً التهديد المستمر الذي تشكّله الذخائر غير المنفجرة، حيث تتحول هذه المواد إلى قنابل موقوتة تهدد حياة المدنيين، خاصة عندما يتم التعامل معها بطرق غير آمنة، ويُعتبر تفكيك هذه الذخائر دون خبرة تقنية متخصصة أمراً بالغ الخطورة، نظراً لحساسيتها العالية لأي حركة خاطئة قد تؤدي إلى تفجيرها على الفور.
ورغم الجهود التي تبذلها الفرق المختصة في إزالة مخلفات الحرب، إلا أن انتشار هذه الذخائر في الأحياء السكنية والأسواق يزيد من احتمال وقوع كوارث مشابهة، وسط دعوات متكررة لتعزيز عمليات التوعية بمخاطر العبث بهذه المواد، وتوسيع نطاق عمليات المسح والتطهير في المناطق التي لا تزال ملوثة بمخلفات الحرب.