حمص: تحذيرات من كارثة محتملة عند جسر الرستن

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكد مهندس مختص إضافة إلى عدد من الأهالي في حديثهم لمنصة سوريا ٢٤، على خطورة الأضرار التي يعاني منها جسر الرستن بريف حمص الشمالي، محذرين من أن ما يعاني منه الجسر يثير القلق بشكل كبير جدا في حال لم يتم تداركه بشكل عاجل.

وأعلنت محافظة حمص مؤخراً عن إغلاق الطرق المؤدية إلى جسر الرستن بشكل مؤقت، وذلك بسبب خطورة العبور عليه نتيجة الأضرار الجسيمة التي تعرض لها خلال الغارات الجوية الأخيرة.

ويُعدّ جسر الرستن أحد أهم الممرات الحيوية في وسط سوريا، حيث يشكل نقطة ربط أساسية بين شمال البلاد وجنوبها، ويمر عبره الطريق الدولي السريع M5 الذي يصل العاصمة دمشق بمدينة حلب.

وبحسب شهادات الأهالي والمهندسين المختصين، فإن الوضع الحالي للجسر يثير القلق الشديد، حيث أكد إبراهيم ياسين، أحد سكان ريف حمص الشمالي في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، على أن الجسر تعرض لقصف عنيف من قبل الطيران الروسي قبل يوم واحد من تحرير سوريا، مما أدى إلى حدوث فتحات كبيرة على ظهر الجسر وتضرر أحد الأعمدة الحاملة له بشكل كبير.

وأشار إلى أن ارتفاع الجسر الذي يصل إلى 110 أمتار في أعلى نقطة قد زاد من خطورة الوضع، حيث أصبح هناك تهديد حقيقي بانهياره.

وأوضح ياسين أن الجسر كان يتكون سابقاً من مسربين، لكن الأضرار حولته إلى مسرب واحد فقط، ما أدى إلى زيادة الحوادث المرورية. كما أشار إلى أن الطريق البديل الذي يمر فوق سد الرستن ليس بأفضل حال، حيث تعرض هو الآخر لأضرار جسيمة نتيجة القصف ولم يكن مصمماً لتحمل حمولات ثقيلة، الأمر الذي يهدد السد بالانهيار إذا استمر مرور الشاحنات الثقيلة عليه.

من جانبه، بيّن المهندس المدني عبد الكريم قيسون، منسق قطاع المأوى والإصحاح في منظمة “تكافل الشام” والذي أجرى جولات عاين خلالها الجسر واطلع على الأضرار، أن البنية الإنشائية للجسر تعرضت لأضرار بالغة، لا سيما في الأعمدة الحاملة والجوائز البيتونية المسبقة الصنع.

ولفت إلى أن استمرار مرور السيارات، وخاصة الشاحنات ذات الحمولات العالية، يؤدي إلى زيادة الهبوطات وتوسع الأضرار في الجوائز الطولية للجسر.

وأضاف قيسون في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن المشكلة الرئيسية تكمن في الحاجة إلى استبدال بعض الجوائز البيتونية الضخمة، والتي يبلغ طول الواحد منها 42 متراً وبوزن كبير جداً لا تستطيع الرافعات الموجودة في سوريا التعامل معها.

ونبّه إلى أن هذا التحدي يفرض ضرورة البحث عن حلول تقنية وتمويل دولي لإصلاح الجسر أو إعادة بنائه بالكامل، حسب تعبيره.

ومع غلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى الجسر، تم تحويل حركة السير إلى طريقين بديلين: عبر مفرق قرية المختارية باتجاه حمص، عبر مفرق السلمية باتجاه حماة، لكن هذه الطرق ليست خالية من المشاكل، حيث إنها طويلة وتزيد من تكلفة النقل بشكل كبير، مما يضع أعباء إضافية على السائقين وأصحاب الأعمال التجارية الذين يعتمدون على نقل البضائع عبر هذه المنطقة.

من جانبه، محمود سليمان، أحد سكان ريف حمص الشمالي، أكد أن الوضع عند جسر الرستن خطير للغاية، وأنه تم إجراء زيارة ميدانية من قبل مهندسين مختصين لتقييم الأضرار ومناقشة إمكانية ترميم الجسر.

وأشار في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، إلى أن الدخول إلى مدينة حمص يتم حالياً عبر فرعين من مدينة الرستن، بينما الخروج منها يتم عبر قرية المختارية باتجاه مدينة سلمية ثم إلى مدينة حماة، مطالبا الجهات المختصة بمنع مرور أي نوع من السيارات فوق الجسر حتى يتم إصلاحه بشكل كامل.

وفي إطار الجهود لإعادة تأهيل الجسر، ناقش المكلف بتسيير أعمال هيئة التخطيط والتعاون الدولي في سوريا، مصعب بدوي، مع مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، هيروشي تاكاباياشي، إمكانية تأمين التمويل اللازم لإعادة بناء الجسر.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن الهيئة أعدت دراسة متكاملة لإعادة تأهيل الجسر بكلفة تتجاوز مليوني دولار.

وأعرب بدوي عن أمله في الوصول إلى رؤية توافقية مع برنامج الأمم المتحدة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، الذي يعتبر شرياناً رئيسياً لحركة التجارة والبضائع بين المحافظات السورية.

ويُعتبر جسر الرستن أكثر من مجرد ممر مروري؛ فهو يلعب دوراً استراتيجياً في شبكة الطرق السورية. خلال معركة “ردع العدوان” الأخيرة، استهدفته القوات الروسية وقوات النظام السابق بغارات جوية مكثفة في محاولة لقطع طرق الإمداد وإعاقة تقدم فصائل المعارضة من حماة باتجاه حمص، ما أسفر عن أضرار بالغة أدت إلى تصدع الجسر وجعله غير صالح لحركة الشاحنات الثقيلة، بل وحتى المركبات الخفيفة.

ولم تؤثر الأضرار التي لحقت بجسر الرستن على البنية التحتية فقط، بل ألقت بظلالها أيضاً على حياة السكان المحليين، إذ أصبح التنقل بين الريف الشمالي لمحافظة حمص والمناطق الجنوبية لمحافظة حماة أمراً صعباً ومكلفاً، بالإضافة إلى ذلك، تزايدت حوادث المرور نتيجة الزحام والضغط على الطرق البديلة.

مقالات ذات صلة