مخيم الهول: أوضاع إنسانية متردية وعمليات خروج للعائلات خلال رمضان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكدت عدة مصادر محلية في حديثها لمنصة سوريا ٢٤ أن الأوضاع الإنسانية في مخيم الهول تزداد تعقيداً مع انخفاض كبير في الدعم الإغاثي والصحي والغذائي، لافتةً إلى عمليات إخراج دفعات جديدة من العائلات خلال شهر رمضان القادم.

وأشارت المصادر إلى أنه مع اقتراب شهر رمضان، يواجه سكان المخيم أياماً صعبة نتيجة توقف العديد من المنظمات الدولية عن تقديم خدماتها بعد قرار أمريكي بتعليق المساعدات.

وأكد بشار الحسن، أحد العاملين في المجال الإنساني، في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في مستوى الخدمات المقدمة لسكان المخيم.

وأفاد بأن العديد من المنظمات الدولية أغلقت أبوابها في مخيم الهول وغادرت المنطقة، مما أثر بشكل مباشر على جودة الحياة داخل المخيم.

ولفت إلى توقّف معظم العمليات الإغاثية بشكل كامل اعتباراً من 5 آذار/مارس 2025 بسبب نقص التمويل، وهو ما يعني أن آلاف النازحين قد يواجهون أزمة غذاء ودواء حادة.

وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة، شهد المخيم نشاطاً ملحوظاً في عمليات التهريب، حيث يتم تهريب بعض العائلات السورية والعراقية خارج المخيم عبر شبكات غير رسمية.

كما غادرت العديد من العائلات السورية مخيم الهول ومخيمات أخرى مثل مخيم السد ومخيم أبو خشب، وعادت إلى مناطق سكنها الأصلية. أما بالنسبة للعائلات العراقية، فقد تم إبلاغها بأن هناك خططاً لمغادرة دفعات جديدة قبيل شهر رمضان، حيث من المتوقع خروج أربع دفعات خلال شهر آذار/مارس القادم، حسب بشار الحسن.

من جهته، قال عبد الله السلمان، أحد الناشطين المحليين، في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، إن الوضع الإغاثي قبل حلول شهر رمضان “صعب جداً”، خاصة مع توقف الدعم الأمريكي الذي كان يشكل العمود الفقري للمساعدات الإنسانية. وفي السابق، كان يُسمح لشخص واحد من كل عائلة بالخروج من المخيم لشراء الحاجيات الأساسية من السوق، لكن هذا النظام تغير الآن بسبب شح المواد الغذائية ونقص التمويل.

ومع ذلك، لا تزال بعض العائلات العراقية تواجه مشكلات كبيرة، إذ رفضت السلطات العراقية استقبال بعضهم، ما دفعهم إلى البقاء داخل المخيم رغم الظروف القاسية.

وفي منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، فاجأت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) العديد من المنظمات الدولية العاملة في شمال شرق سوريا بقرار تعليق مؤقت لبرامجها، حيث يستمر هذا التعليق لمدة تصل إلى 90 يوماً، بينما يستثنى من القرار مصر وإسرائيل.

وأثار هذا القرار استياءً واسعاً بين المنظمات الإنسانية، حيث حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” مطلع شباط/فبراير الجاري من أن تعليق المساعدات الأمريكية سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الخطيرة في مخيمي الهول وروج، وسيزيد من هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن مكتب التحالف الدولي الإعلامي، يؤوي مخيم الهول حالياً 39,623 شخصاً، مقارنةً بـ 43,500 شخص في عام 2024. وعلى الرغم من وجود بعض المنظمات المدعومة من فرنسا وبريطانيا، إلا أنها غير قادرة على تلبية الاحتياجات الكبيرة للسكان.

ومع استمرار تدهور الأوضاع في مخيم الهول، يدعو العاملون في المجال الإنساني إلى ضرورة إعادة النظر في قرار تعليق المساعدات، وزيادة الدعم الدولي لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، فالوضع الحالي يشكل تهديداً حقيقياً لحياة الآلاف من المدنيين، خاصة الأطفال والنساء، الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية قاسية، بحسب ما نقلت المصادر التي تحدثت لمنصة سوريا ٢٤.

وفي الوقت الذي تستمر فيه الجهود لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة، يبقى سكان المخيم في حالة انتظار، قلقين بشأن مستقبلهم ومصيرهم مع اقتراب شهر رمضان، الذي يعتبر فترة روحانية وأسرية مهمة، لكنه قد يمر هذه السنة على الكثيرين منهم دون طعام أو أمان.

مقالات ذات صلة