حماة: الألغام تحول حياة أهالي قرية الحماميات إلى مأساة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكد أهالي قرية الحماميات بريف حماة الشمالي في حديثهم لمنصة سوريا ٢٤، أن الألغام المنتشرة ومخلفات الحرب أصبحت تحول لحظات الأمل في حياتهم إلى مأساة جديدة.

وأمس الجمعة، انفجر لغم أرضي أثناء محاولة بعض الأهالي ترميم منازلهم المدمرة، مما أسفر عن إصابة شخصين بجروح خطيرة.

الحادث، الذي وقع في قرية كانت تُعد خط جبهة خلال سنوات الصراع، يعكس معاناة مستمرة لسكان المناطق المحررة مع مخلفات الحرب، رغم مناشداتهم المتكررة للجهات المسؤولة بتطهير أراضيهم من الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وقال عاصم العليوي أحد سكان القرية في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، إن قرية الحماميات التابعة إداريًا لمدينة كفر زيتا في ريف حماة، تقع في منطقة كانت تضم حاجزًا عسكريًا وتلة استراتيجية تتمركز فيها قوات النظام السوري السابق، وقد زُرعت بشكل مكثف بالألغام خلال سنوات الحرب.

وأضاف، أنه بعد تحرير المنطقة بدأ الأهالي بالعودة تدريجيًا إلى ديارهم، آملين في إعادة بناء حياتهم، لكن هذا الأمل اصطدم بواقع الأراضي الملوثة التي لا تزال تتربص بهم.

وتابع: “قبل يومين، كان عمي وابن عمي ينظفان حول منزلهما، فانفجر بهما لغم أرضي. حالتهما الآن حرجة جدًا في المستشفى”، مناشدا الحكومة السورية والجهات المختصة إرسال فرق لتنظيف المنطقة وإزالة مخلفات الحرب.

ولم تكن حادثة الحماميات استثناءً، فالذخائر المتفجرة ومخلفات الحرب لا تزال تُشكل خطرًا داهمًا في مختلف أنحاء سوريا.

ووفقًا لما أعلنه ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فقد سُجلت أكثر من 430 حالة وفاة وإصابة منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، ثلثها من الأطفال، ما يبرز حجم الكارثة الإنسانية التي تواجهها المناطق المتضررة من النزاع.

من جانبه، قال عبد الناصر حوشان، رئيس مجلس مدينة كفرزيتا في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “قرية الحماميات تنتشر فيها الألغام بشكل ملحوظ وهناك عدد من الأماكن يصعب العثور فيها على الألغام، وقد تم إحضار بعض عناصر النظام ممن تم إلقاء القبض عليهم للاستعانة بهم والبحث عن أماكن توزع الألغام، لكن الأمر يتم بصعوبة بالغة”، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج لفرق مختصة لنزع الألغام خاصة أن كل آلية خاصة أو زراعية تدخل المنطقة ينفجر بها لغم أرضي، وفق تعبيره.

ومع انخفاض حدة الاشتباكات في بعض المناطق، كثّف الشركاء الإنسانيون جهودهم لتطهير الأراضي الملوثة، ومنذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، تمكنوا من التخلص من أكثر من 1400 قطعة من الذخائر غير المنفجرة، إلى جانب تحديد 138 حقل ألغام ومنطقة ملوثة في محافظات إدلب وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية، لكن هذه الجهود تبقى غير كافية أمام الحجم الهائل للمشكلة.

من جهته، قال مؤيد الحسن، عضو اللجنة المجتمعية في قرية الحماميات في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “تواصلنا مع الدفاع المدني أكثر من مرة، لكن آخر زيارة لهم كانت محدودة، فقد حضروا وقاموا بتفجير بعض الألغام والقذائف المكشوفة فوق الأرض، لكنهم تركوا الألغام داخل البيوت بحجة قلة الكوادر والمعدات”.

وأضاف: “تواصلنا مع الجهات الحكومية أيضًا، لكنهم اعتذروا بسبب نقص الإمكانيات، رغم أن القرية مهدمة منذ 2013 وكانت خط جبهة، ولا يقطنها أحد تقريبًا”.

وأشار الحسن إلى أن الأهالي طالبوا الحكومة بمعدات لإزالة الأنقاض، وحصلوا على وعود بتلبية الطلب بعد فترة، لكن الوضع لا يزال على حاله والخطر يتربص بالجميع.

وفي سياق متصل، جدد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مطلع العام الحالي، تحذيراته من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب، مؤكدًا أنها تشكل تهديدًا كبيرًا للمدنيين، لاسيما في ريفي إدلب وحلب.

كما يؤكد الدفاع المدني أن عودة السكان إلى مناطقهم المحررة حديثًا دون تطهير كامل يعرض حياتهم للخطر يوميًا.

وتبقى قرية الحماميات، كغيرها من القرى السورية، محاصرة بين رغبة أهلها في العودة إلى حياة طبيعية، وواقع الألغام التي تحوّل كل خطوة إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر.

مقالات ذات صلة