تفيد الأنباء الواردة من مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، بوجود عدد من العائلات ما تزال تقطن في بيوت طينية ووسط ظروف معيشية صعبة تعاني منها، على الرغم من مغادرة كامل سكان المخيم تقريباً في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال خالد بهاء الدين، مدير تنسيقية تدمر في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “ليس كل من في المخيم خرج مؤخراً ضمن الدفعة الأخيرة باتجاه مدينة تدمر، بقي العديد من العائلات ممن فضلوا البقاء في المخيم، منهم من ليس لديه منزل أو معيل في تدمر، ومنهم من لديهم متطوعون مع جيش سورية الحرة في التنف”.
وأوضح أن أعداد العائلات التي يقيت يقدر بنحو 30 عائلة وهم من سكان مدينة تدمر، حسب تقديراته.
وأضاف: “العائلات التي وصلت إلى مدينة تدمر مؤخراً، وتقدر بالمئات، استقرت إما في منازلها إذا كانت صالحة للسكن أو عند أقاربهم”.
وتابع: “الاحتياجات حالياً كبيرة. هناك بعض الجمعيات الإغاثية التي تقوم بتوزيع السلل الغذائية. كما أن هناك مساعدات من أهل المدينة الموجودين فيها ومن المغتربين”.
وقبل أسابيع غادرت دفعة عائلات من مخيم الركبان إلى مدينة تدمر إلا أن بعض العائلات ما تزال بداخله.
وجاء إخراج العائلات في إطار الجهود الإنسانية التي تقودها عدة جهات محلية ولجان خدمية تطوعية، من بينها تنسيقية تدمر واللجنة المدنية بالتعاون مع المتبرعين وأصحاب السيارات والآليات، حيث تم تنظيم “قافلة المحبة الخامسة” لنقل العائلات من المخيم إلى المدينة.
وفي سياق متصل، وفي زيارة ميدانية مؤثرة، قام الفنان والمخرج السوري غطفان غنوم بزيارة مخيم الركبان قبل أيام، ليروي مشاهداته المؤلمة عن الحياة اليومية هناك.
وقال غنوم: “من سمع ليس كمن رأى”، ويضيف أن الظروف المعيشية في المخيم تفوق الوصف.
وروى أحد السكان لغنوم كيف كانوا يستخدمون (فوط الأطفال) لإشعال النار والتدفئة في الغرف الطينية.
وناشد آخر، الذي بدا جلده وكأنه قماش خيمة من شدة التعب حسب ما وصفه غنوم، ناشد قائلاً: “سبعون ليترًا من المازوت هي كل حلمي في الدنيا، ستنقذني وستمكنني من الخروج من هنا مع عائلتي، فقط سبعون ليترًا من المازوت”.
واستقرت العائلات التي وصلت إلى تدمر مؤخراً، وتقدر بالمئات، إما في منازلها إذا كانت صالحة للسكن أو عند أقاربهم.
ومع فصل الشتاء، تتزايد المخاوف بشأن مصير من تبقى في المخيم، خاصة وأن الصقيع والبرد القارس يشكلان تهديداً خطيراً لحياة الأهالي، إذ أن معظمهم يعيشون في خيام أو شوادر لا توفر لهم أي حماية من البرد.
وقال غنوم في ختام زيارته: “يا لها من مأساة تلك التي تتجلى عند أهلنا في انعدام الأمل. يومان فقط عشتهما هناك كانا كفيلين بإصابتي بالحمى والإرهاق والحزن الذي لن يتبدد بسهولة”.
يشار إلى أن مخيم الركبان أقيم خلال الثورة السورية ليكون ملاذاً آمناً لآلاف النازحين الذين فروا من ويلات الحرب، ومع مرور السنوات، تحول المخيم إلى مكان يعاني من ظروف معيشية صعبة للغاية، إذ أن عدم توفر المأوى المناسب، ونقص الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية، يجعل الحياة فيه شبه مستحيلة، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن.