في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على قضية المختفين قسرًا في سوريا، أطلقت منظمات “عدل وتمكين”، و”رحمة بلا حدود” ومبادرة “نحن نستطيع” حملة بعنوان “أنتوا معنا”، التي تقوم برسم جداريات في مختلف المحافظات السورية، تحمل صورًا رمزية للمفقودين والمغيبين قسرًا في سجون النظام السوري السابق.
قضية المعتقلين أولًا
في حديث خاص إلى “سوريا 24 “، أكدت هبة عز الدين، المديرة التنفيذية لمنظمة عدل وتمكين، أن الحملة جاءت كرد فعل إهمال ملف العدالة و الأخطاء الفادحة التي اعترته، قائلة: “المعتقلون ليسوا مجرد أرقام أو صور، بل هم أرواح وعائلات تنتظر عودتهم، بعد التحرير، لاحظنا تغييبًا متعمدًا لهذه القضية، بدءًا من إزالة صور المعتقلين من ساحة المرجة في دمشق، مرورًا بالتجاوزات التي حدثت في فرع الخطيب وسجن صيدنايا، وصولًا إلى غياب أي جهود فعلية للكشف عن مصيرهم”.
وأضافت عز الدين أن الحملة تهدف إلى إبقاء هذه القضية في الواجهة، عبر رسم جداريات تحمل وجوه رمزية للمختفين قسرًا، مؤكدة أن العدد الحقيقي يتجاوز بكثير ما يمكن التعبير عنه عبر الجدران: “الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت أكثر من 300 ألف مختفٍ قسرًا، لكننا اخترنا 10 آلاف وجه كرمز لكل المفقودين”.
جداريات في قلب المدن الثورية
انطلقت الحملة بالتزامن في درعا ودمشق وإدلب، لما لهذه المدن من رمزية خاصة لدى السوريين، وفق ما أوضحته عز الدين: “بدأنا بهذه المدن لتكون رسالة واضحة بأن العدالة يجب أن تأخذ مسارها، خاصة مع الحديث عن مؤتمر الحوار الوطني، لا يمكن تحقيق مصالحة وطنية دون معرفة مصير المفقودين، ولا يمكن المضي في أي حوار بينما هناك عائلات لا تعلم مصير أبنائها”.
ورغم الظروف الجوية القاسية، تم رسم الصور الرمزية في المناطق الثلاث تباعًا، ومن المقرر أن تمتد الحملة إلى حلب، حماة، واللاذقية الأسبوع المقبل، مع هدف للوصول إلى جميع المحافظات السورية.
مشاركة واسعة ورسالة للمستقبل
أكدت عز الدين أن الحملة لم تقتصر على فئة معينة، بل شارك فيها أشخاص من مختلف الخلفيات والانتماءات: “هذه القضية تمس جميع السوريين، بغض النظر عن اختلافاتهم. كل جدارية تحمل رسالة أن هؤلاء الأشخاص كانوا بيننا، ولا يمكن أن يُنسوا أو يُطمس مصيرهم”.
واختتمت عز الدين حديثها بالتأكيد على أن الحملة مستمرة، وأنها ليست مجرد عمل فني، بل جزء من مسار طويل للمطالبة بالعدالة وكشف الحقيقة عن مصير المفقودين، قائلة: “هذه الجداريات لن تكون مجرد رسومات على الجدران، بل صوتٌ لكل من اختفى قسرًا، ورسالة واضحة بأننا لن نتوقف حتى تتحقق العدالة”.