يواجه مزارعو البيوت البلاستيكية في ريف الرقة مخاطر كبيرة بسبب موجة الصقيع القاسية التي تضرب المنطقة، في ظل غياب الدعم الكافي لمساعدتهم على حماية مزروعاتهم.
وتشهد المنطقة انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة مقارنة بالسنوات السابقة، حيث وصلت إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للمزروعات، وخاصة المزروعة داخل البيوت البلاستيكية التي تفتقر إلى وسائل التدفئة اللازمة لمواجهة الظروف الجوية القاسية.
معاناة المزارعين في ظل ارتفاع تكاليف التدفئة
يقول المزارع مصطفى العبدالله (44 عامًا) من قرية كسرة فرج في ريف الرقة الجنوبي، في حديثه لمنصة “سوريا 24″، إن موجة الصقيع الحالية هي الأشد منذ سنوات، مضيفًا: “معظم المزارعين لا يملكون القدرة على تشغيل المدافئ داخل البيوت البلاستيكية بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، ما يجعل محاصيلهم عرضة للتلف”.
ويحاول بعض المزارعين التخفيف من آثار الصقيع باستخدام طرق بديلة، مثل إشعال الحطب داخل البيوت البلاستيكية، أو تغطية طبقة النايلون بالقماش لزيادة العزل الحراري، في حين اضطر البعض الآخر إلى الاكتفاء بإغلاق بيوتهم البلاستيكية على أمل أن تمر موجة الصقيع دون خسائر كبيرة، لكن هذه الحلول تظل غير كافية أمام الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
غياب الدعم يفاقم الأزمة
من جانبه، يشير فيصل العلي (38 عامًا) من قرية السحل جنوب مدينة الرقة، في حديثه لـ”سوريا 24″، إلى أن زراعة البيوت البلاستيكية بدأت بالانتشار في المنطقة كبديل عن المحاصيل التقليدية مثل القمح والقطن، التي تراجعت أسعارها، لكنه يلفت إلى أن هذه الزراعة لم تحظَ بأي دعم من الجهات المعنية رغم المناشدات المستمرة.
ويضيف: “نواجه تكاليف مرتفعة، ولو تم دعم هذه الزراعة بشكل حقيقي، لأمكنها توفير كميات كبيرة من الخضار لمدينة الرقة والمناطق المحيطة بها، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف الأعباء المعيشية عن السكان”.
اللجنة الزراعية: البيوت البلاستيكية خارج خطط الدعم الحالية
في المقابل، أوضح مصدر مسؤول في لجنة الزراعة بمدينة الرقة، في حديثه لـ”سوريا 24″، أن قلة الدعم تعود إلى كون زراعة البيوت البلاستيكية حديثة نسبيًا في المنطقة، ولم تُدرج بعد ضمن خطط الدعم الزراعي.
وأشار إلى أن عدد المشاريع الزراعية التي تعتمد على البيوت البلاستيكية ما زال محدودًا مقارنةً بالزراعات التقليدية، مما يجعلها تُعامل كمشاريع فردية خارج نطاق الخطط الرسمية للدعم.
وأضاف المصدر أن اللجنة تكتفي حاليًا بتوجيه مكتب الإرشاد الزراعي لتقديم النصائح والإرشادات للمزارعين حول كيفية الحد من تأثير موجات الصقيع، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هناك دراسة تُجرى حاليًا لبحث إمكانية إدراج هذه الزراعة ضمن المشاريع المدعومة مستقبلاً.
المزارعون يناشدون الجهات المعنية لإنقاذ محاصيلهم
في ظل هذه الظروف الصعبة، يناشد المزارعون الجهات المعنية التدخل العاجل لتقديم الدعم اللازم لهم، سواء عبر توفير المحروقات بأسعار مدعومة أو تقديم حلول بديلة للتدفئة، بهدف حماية محاصيلهم من التلف، ويؤكد المزارعون أن استمرار غياب الدعم سيؤدي إلى خسائر فادحة، قد تدفع كثيرين إلى التخلي عن زراعة البيوت البلاستيكية، ما ينعكس سلبًا على الإنتاج الزراعي المحلي والأمن الغذائي في المنطقة.