شهدت مدينة جسر الشغور معرضًا خاصًا لدعم مشاريع الصناعات الغذائية في شمال غرب سوريا، استعرضت فيه النساء مهاراتها في صناعة منتجات متنوعة ليكون تتويجاً لسلسلة من التدريبات المهنية التي نظّمتها منظمة “نسائم خير” بمشاركة واسعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومسؤولين من وزارة الزراعة والتجار والفعاليات الاقتصادية.
يوضح يوسف عبد الله ، مدير المشروع يفي حديثه إلى منصة سوريا 24 أن الهدف من التدريبات والمعرض هو مساعدة النساء وتمكينهن من إنشاء مشاريعهن الخاصة في مجال التصنيع الغذائي ويؤمن لهن تسويق لمنتجاتهن بشكل مباشر، مما يفتح لهن آفاقًا أوسع في سوق العمل المحلي.
شملت المنتجات الغذائية صناعة أنواع مختلفة من المخللات، معاجين الطماطم والفلفل، الزيتون، المكدوس، والمنتجات المجففة، وسط إقبال لافت من الحضور.
المعرض الذي أقيم في جسر الشغور وامتد ليشمل بلدات بداما، الجانودية، دركوش، وأريحا، لم يكن مجرد مساحة لعرض المنتجات، بل شكّل منصة لتعزيز التواصل بين المشاريع الإنتاجية والمجتمع المحلي.
تمكين اقتصادي عبر التدريب والإنتاج
يقول يوسف عبدالله إن المعرض المعرض كجزء من برنامج دعم مهني أشرفت عليه منظمة “نسائم خير”، بهدف تعزيز دور المرأة في الاقتصاد المحلي وتمكينها من دخول مجال التصنيع الغذائي إذ شمل البرنامج تدريبات عملية ونظرية قدّمتها كوادر متخصصة، واستفادت منه 100 أسرة ترأسها نساء من الفئات الأكثر ضعفًا في مناطق جسر الشغور، أريحا، الجانودية، دركوش، وبداما.
وتحدث عن أهمية هذا المشروع قائلاً: “لقد حرصنا على أن تشمل التدريبات كافة جوانب الإنتاج الغذائي، بدءًا من تقنيات التصنيع وحفظ الأغذية، وصولًا إلى إدارة المشاريع الصغيرة والتسويق، لضمان قدرة المستفيدات على تحقيق الاستقلالية المالية والاستمرار في العمل بفاعلية”.
محاور التدريب: من المهارات إلى التطبيق العملي
ركزت التدريبات على إنتاج المخللات بأنواعها، معاجين الطماطم والفليفلة، الكاتشب، دبس الرمان، حفظ الزيتون وتصنيعه، تجفيف الفواكه مثل التين والمشمش، وإنتاج منتجات غذائية أخرى مثل خل التفاح وعصير الليمون. كما تضمنت دورات في التسويق وإدارة المشاريع الصغيرة لضمان استدامة هذه الأعمال.
ووفقًا لمدير المشروع : “لم يكن الهدف مجرد توفير تدريبات، بل مساعدتهن على إطلاق مشاريع حقيقية، ولهذا قدمنا منحًا لـ 49 سيدة لتمكينهن من بدء أعمالهن الخاصة في الصناعات الغذائية، واليوم نشهد ثمار هذا العمل من خلال المعرض”.
المعرض: نافذة على السوق وفرصة للنمو
تحول المعرض إلى مساحة تفاعلية أتاحت للمشاركات عرض منتجاتهن أمام جمهور واسع، والتواصل مع التجار والجهات المهتمة، مما ساعد في فتح قنوات تسويقية جديدة لهن، كما اعتُبر خطوة مهمة في تعزيز دور المرأة في الاقتصاد المحلي، وإبراز قدرتها على الإنتاج والمنافسة في سوق العمل.
وأكد أن هذه الفعالية ليست سوى بداية، مضيفًا: “نطمح إلى توسيع نطاق الدعم ليشمل المزيد من النساء في المستقبل، فالنجاح الذي رأيناه اليوم يعكس مدى أهمية هذه المشاريع في تحقيق الاستقرار الاقتصادي للأسر وتمكين المرأة من أن تكون جزءًا فعالًا في المجتمع”.
يختتم المعرض أعماله، لكنه يترك أثرًا واضحًا في حياة النساء اللواتي تمكّنّ من الانتقال من مرحلة التدريب إلى الإنتاج، مثبتات أن التمكين الاقتصادي ليس مجرد فكرة، بل واقع يمكن تحقيقه بالعمل والدعم المستمر.