سلّط مراسل منصة سوريا ٢٤ الضوء على أسواق مدينة أعزاز شمال سوريا، والتي باتت أسواقها تعجّ بالمتسوقين المشتكين من الغلاء الفاحش الذي طال مختلف السلع الغذائية والخضروات ومواد التدفئة، تزامنًا مع حلول شهر رمضان المبارك.
وتحدث عدد من الأهالي لمراسلنا عن معاناتهم اليومية، حيث يواجهون صعوبة متزايدة في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
محمد مارعي، أحد سكان المدينة، عبّر في حديثه لمنصة سوريا ٢٤ عن استيائه الشديد من الارتفاع الجنوني في الأسعار بعد التحرير، قائلًا: “قبل التحرير كانت الأسعار مقبولة نوعًا ما، أما اليوم فالوضع مختلف تمامًا، فالأسعار أصبحت مرتفعة جدًا، خاصة المواد الغذائية والخضروات والمازوت”.
مناشدات بضبط الأسعار ومراقبة التجار
وأصبح التجار يبيعون وفق أهوائهم، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يعانون أصلًا من وضع مادي سيئ للغاية، حسب تعبير مارعي.
وطالب مارعي الحكومة الجديدة بوضع آلية مراقبة صارمة على الأسعار والتجار لمنع الاستغلال، مضيفًا: “الناس غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، خاصة في ظل فصل الشتاء الذي يتطلب توفير مواد التدفئة، وكل ذلك يزيد من الضغط على الأهالي”.
كما أكد ضرورة وجود رقابة تحدد أسعارًا موحدة لمكافحة الغلاء وتخفيف العبء عن كاهل المواطن.
التجار يبررون الغلاء بارتفاع التكاليف وتغيرات العملة
من جهته، أرجع جمعة الحسن، وهو تاجر من قرية احتيملات، في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أسباب الغلاء الحالي إلى تفاوت أسعار العملة بين الليرة السورية والليرة التركية.
ويشتري التجار، حسب الحسن، بضائعهم من مناطق الساحل السوري (اللاذقية وطرطوس) بالليرة السورية، بينما يتم البيع في الشمال السوري بالليرة التركية، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف بشكل كبير.
وازدادت أجرة نقل الخضار والمواد الغذائية بشكل كبير، حيث تصل إلى حوالي 200 دولار أمريكي من الساحل السوري إلى مناطق الشمال بسبب غلاء المازوت وأجور النقل، وهذه التكاليف الإضافية تنعكس مباشرة على المواطن البسيط الذي يتحمل العبء الأكبر، وفق المصدر ذاته.
ارتفاع أسعار حليب الأطفال يفاقم معاناة الأسر
أما أبو يوسف، مواطن آخر في مدينة اعزاز، فشكا في حديثه لمنصة سوريا ٢٤ من ارتفاع أسعار جميع السلع، وخاصة حليب الأطفال الذي يعتبر ضرورة أساسية لأسرته.
وقال أبو يوسف: “حليب الأطفال أصبح يكلفنا أكثر من دولارين إضافيين على كل علبة، في حين أن دخل المواطن لا يتجاوز 3000 ليرة تركية شهريًا، وهذا الوضع لا يمكن تحمله”.
وطالب أبو يوسف بتفعيل دور الرقابة والتموين للحد من استغلال التجار وضبط الأسعار والأسواق، مؤكدًا أن: “التجار أصبحوا يتحكمون بالسوق بشكل كامل، وهذا أمر غير مقبول”.
ومع حلول الشهر الكريم، تزداد الحاجة إلى حلول عاجلة لهذه الأزمة الاقتصادية التي باتت تهدد استقرار الحياة اليومية للمواطنين، فالأهالي يناشدون الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لضبط الأسواق ومنع التجار من استغلال الوضع الاقتصادي المتدهور.