حمص: نحو 500 دولار مصروف العائلة في رمضان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مع تصاعد أسعار المواد الغذائية الأساسية وانهيار القوة الشرائية للمواطنين، أصبحت الحياة اليومية في مدينة حمص، متزامنةً مع حلول شهر رمضان المبارك، تعكس صورة دقيقة للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

حسين أبو علي، أحد سكان مدينة حمص، أكد في حديثه لمنصة سوريا 24 أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان لم يعد مجرد ظاهرة موسمية، بل أصبح نمطًا مستمرًا يثقل كاهل الأسر السورية.

وأضاف أن مادة اللحوم أصبحت من الكماليات، حيث إن كل عائلة تحتاج إلى شراء اللحم مرتين في الشهر ستضطر إلى دفع حوالي 25,000 ليرة فقط لهذه المادة، بينما لا يتعدى راتب الموظف 250,000 ليرة في أفضل الحالات، ما يجعل من الصعب على العائلات متوسطة الدخل توفير حتى أبسط ضروريات الحياة.

ووصل سعر كيلوغرام اللحم إلى ما بين 127,000 و130,000 ليرة سورية، وهو رقم مرتفع للغاية بالنسبة لمعظم العائلات.

التنوع الغذائي بات حلمًا بعيد المنال

أما بالنسبة للمواد الغذائية الأخرى، فقد وصل سعر كيلوغرام السكر إلى 10,000 ليرة سورية، بينما يتجاوز سعر ليتر الزيت النباتي ذلك قليلًا. كما أن أسعار الخضروات والفواكه شهدت ارتفاعًا كبيرًا، مما جعل التنوع الغذائي حلمًا بعيد المنال للكثيرين.

من جهته، أوضح محمد الشيخ، أحد المواطنين في مدينة حمص، في حديثه لمنصة سوريا 24، أن الطبخ اليومي أصبح يتم بطريقة أساسية وبسيطة جدًا: “الناس تأكل مما هو موجود فقط، وليس مما تشتهي، أي أن غياب الرفاهية والتنوع في الطعام أصبح واقعًا يوميًا”.

تكاليف تزيد الأعباء المعيشية

ولم يقتصر الأمر على أسعار المواد الغذائية، إذ ارتفعت أيضًا أسعار الملابس بشكل كبير، حيث إن أقل قطعة ملابس للطفل قد تكلف ما يقارب 25 إلى 30 دولارًا، وإذا كانت العائلة لديها طفلان أو ثلاثة، فهذا يعني أن التكلفة ستتجاوز بسهولة 100 دولار، أي ما يعادل مليون ليرة سورية تقريبًا، وفق حديث الشيخ.

الأمر لم يعد يتعلق فقط بتوفير الطعام، بل أيضًا بالتحضير للعيد، حيث أصبح شراء الحلويات أو الملابس الجديدة للأطفال عبئًا ثقيلًا، حسب ما أضاف الشيخ.

وفي سياق متصل، لا يتعدى راتب الموظف الحكومي في سوريا 300 ألف ليرة سورية في أفضل الحالات، بينما تحتاج الأسرة المتوسطة، المكونة من خمسة أشخاص، إلى ما بين 500 إلى 600 دولار شهريًا لتلبية احتياجاتها الأساسية.

ويجعل هذا الفارق الواضح بين الدخل والمصاريف من الصعب على معظم العائلات تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة اليومية والاحتياجات الموسمية.

الأزمات المتتالية، وخاصة الانهيار حمص: نحو 500 دولار مصروف العائلة في رمضانالاقتصادي، تركت آثارًا مدمرة على البنية الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، كما أن غياب الأمان الاقتصادي أدى إلى زيادة الفقر وتعميق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، وأصبحت الأسر السورية تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، سواء من المغتربين أو المنظمات الإنسانية.

مقالات ذات صلة