زينة رمضان في سوريا.. إبداع نسائي بين الحرفة وفرصة العمل المؤقتة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مع دخول شهر رمضان، تتزين الأسواق والمنازل بالفوانيس الملونة والأهلة المضيئة والعبارات الترحيبية بالشهر الفضيل، في مشهد يعكس فرحة استقباله، بينما تتفنن بعض النسوة في صنع الزينة بشكل يدوي، تفضل أخريات شراء الزينة الجاهزة من الأسواق والمحال التجارية، فيما يختص قسم آخر من النساء بصناعة الزينة وبيعها كفرصة عمل موسمية، مستفيدات من هذه المناسبة لتأمين مصدر دخل مؤقت يعينهن على مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

إبداع في التفاصيل.. صناعة يدوية تحمل لمسات خاصة

من منزلها في مدينة إدلب، تجلس السيدة نور الحلبي، وهي سيدة ثلاثينية، وسط طاولة تعج بأوراق الفوم الملونة، والأخشاب الرفيعة، والأضواء الصغيرة وعلب اللاصق وقصاصات القصب، تروي لمنصة سوريا 24 كيف بدأت رحلتها في صناعة زينة رمضان قبل خمس سنوات، حيث كانت تصنع بعض الفوانيس والنجوم لأطفالها، ثم بدأت جاراتها يطلبن منها تصاميم مماثلة، ما شجعها على تحويل موهبتها إلى عمل موسمي تقول نور

“أحببت أن أضيف لمساتي الخاصة على زينة رمضان، فبدأت باستخدام خامات بسيطة ومتوفرة مثل الفوم والورق المقوى والقماش، واليوم أصبح لدي زبائن ينتظرون تصاميمي كل عام”.

بالنسبة لكثير من النساء، لا تعد زينة رمضان مجرد هواية، بل هي وسيلة للحصول على دخل يساعد في تغطية احتياجات أسرهن، وتوضح الحلبي، وهي أم لخمسة أطفال، أنها تعتمد على بيع الفوانيس اليدوية لتوفير مصاريف رمضان والعيد، حيث تستغل هذا الموسم القصير للعمل من منزلها.

لا تقتصر الزينة التي تصنعها النساء على الفوانيس الورقية، بل تمتد إلى الفوانيس الخشبية المحفورة بأشكال هندسية، وأهلة من الكرتون المزين بالإضاءة، وعبارات مثل “رمضان كريم” و”أهلاً رمضان”، والتي تُعلق على الأبواب والنوافذ، ما يضفي أجواءً احتفالية داخل المنازل.

 البيع عبر الإنترنت.. وسيلة تسويقية جديدة

في ظل تراجع حركة الأسواق، وجدت بعض النساء في وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لتسويق أعماله، تشرح حنان، وهي شابة من ريف حلب، كيف بدأت مشروعها الصغير لبيع زينة رمضان عبر الإنترنت، حيث تعرض منتجاتها على صفحات “فيسبوك” و”إنستغرام”، وتؤكد أن الإقبال يزداد مع حلول الشهر الفضيل.

تضيف خلال حديثها إلى منصة سوريا 24 : “لم أكن أتوقع هذا النجاح، لكن الناس يبحثون عن زينة مميزة بأسعار معقولة، ومع ارتفاع أسعار المستورد، باتت الزينة اليدوية أكثر طلبًا”.

إذ تبيع حنان القطع حسب تكلفتها وتزيد أجرة صنعها ولكنها بشكل عام مناسبة حسب قولها، فهي تبدأ من سعر 35 ليرة تركية وتصل إلى 150 ليرة للقطع الكبيرة.
بينما تصل قطع الزينة في الأسواق إلى 350 ليرة تركية حسب الحجم والجودة والمواد الداخلة في الصنع.

الزينة الجاهزة.. خيار سريع رغم الأسعار

ورغم انتشار الحرف اليدوية، لا تزال الزينة الجاهزة تحتل مكانها في الأسواق، حيث تُباع الفوانيس البلاستيكية والمعدنية، والزينة الورقية المستوردة من تركيا والصين، لكنها باتت مكلفة مقارنةً بالسنوات السابقة. تقول وفاء عليوي وهي معلمة مدرسة، إنها تفضل شراء زينة رمضان الجاهزة لتضفي بهجة في المنزل بقدوم شهر الفضيل.

بين الزينة والتراث.. رمضان بطابعه الخاص

سواء كانت الزينة يدوية أو جاهزة، يبقى تزيين البيوت والشوارع عادة متوارثة تعكس بهجة رمضان، وتضفي أجواء روحانية ومميزة. وبينما تستمر النساء في الإبداع وتطوير تصاميم جديدة، يظل رمضان فرصة ليس فقط للعبادة والاحتفال، بل أيضًا لتعزيز الأعمال المنزلية التي تدعم الكثير من الأسر السورية.

مقالات ذات صلة