ريف دمشق : أزمة بطالة مؤقتة تزيد أعباء عمال المياومة في رمضان

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

توقفت العديد من المهن التي كانت تشكل مصدر رزق لكثير من عمال المياومة مع دخول شهر رمضان، وتفاقمت معاناتهم اليومية في ظل الغلاء المعيشي المتصاعد، إذ وجد كثيرون أنفسهم بلا دخل، بينما تزداد الاحتياجات اليومية للأسر، ما جعل الأوضاع أكثر صعوبة.

نضال عبدو، 33 عاماً، من أبناء الغوطة الشرقية بريف دمشق، عاد منذ أسابيع من إدلب إلى المنطقة بحثاً عن فرصة عمل، واستطاع تأمين وظيفة مؤقتة في أحد مطاعم الوجبات السريعة مقابل 90 ألف ليرة يوميًا، رغم أن فترة عمله تجاوزت عشر ساعات إلا أنه ومع بداية رمضان توقفت حركة البيع، ما أدى إلى إغلاق المطعم أبوابه مؤقتًا، ليجد نفسه بلا عمل في وقت تزداد فيه متطلبات الحياة.

يقول نضال لمنصة “سوريا 24“: “الوضع صعب، لا يمكننا البقاء بلا عمل حتى ليوم واحد، نحن نعيش على الأجر اليومي، ومع توقف العمل بات من الصعب حتى تأمين وجبتي الإفطار والسحور لعائلتي”.

عمال البناء.. أعمال متوقفة حتى نهاية رمضان

لا يختلف حال عمال البناء عن نضال، فمع دخول الشهر الفضيل، تراجعت حركة ورش الإنشاءات بشكل ملحوظ، خاصة أن ساعات الصيام الطويلة وانخفاض الطلب على العمالة أثرت على المشاريع قيد التنفيذ. محمود الزين، عامل بناء من مدينة التل بريف دمشق، يؤكد لمنصة سوريا 24 أن معظم الورش توقفت أو قللت عدد العمال، ما دفعه إلى البحث عن أي فرصة عمل أخرى، لكن دون جدوى.

يقول محمود: “كنت أعمل يوميًا في البناء، لكن مع رمضان توقف العمل، ولم يعد لدي أي مصدر دخل، حاولت إيجاد عمل آخر حتى لو بأجر أقل، لكن حتى الفرص القليلة ام تعد متاحة في رمضان”.

البسطات الصباحية.. تراجع الإقبال يوقف عمل أصحابها

أصحاب البسطات الصباحية، الذين يعتمدون على بيع الفلافل والمعجنات وبعض المأكولات السريعة، تأثروا أيضًا بتغير العادات الاستهلاكية في رمضان، أبو خالد، خمسيني يعمل في بيع الفطائر على بسطة في إحدى أسواق ريف دمشق، اضطر إلى التوقف عن العمل كليًا بسبب ضعف الإقبال، مؤكدًا أنه كان بالكاد يوفر قوت يومه حتى قبل رمضان، والآن أصبح بلا دخل تمامًا.

يقول أبو خالد: “رمضان شهر خير، لكنه ليس كذلك لمن يعتمدون على عملهم اليومي، الناس لم تعد تشتري الفطور في الصباح، ومع الغلاء لم أعد أستطيع حتى شراء المواد لتحضير الفطائر، فتوقفت عن العمل”.

عمال المصانع والورش.. تخفيض الدوام وانخفاض الأجور

في بعض المصانع والورش الصغيرة، لم يتوقف العمل كليًا، لكنه تقلص إلى النصف، ما أدى إلى انخفاض أجور العمال اليومية. عبد السلام، شاب في العشرينات يعمل في ورشة نجارة، يوضح أن صاحب الورشة قرر تقليل الإنتاج بسبب قلة الطلب، فأصبح الدوام مقتصرًا على نصف الأسبوع، مما أثر بشكل مباشر على دخل العمال.

يقول عبد السلام: “قبل رمضان كنت أعمل ستة أيام أسبوعيًا، أما الآن فنعمل فقط ثلاثة أيام، وبأجر أقل، كنت بالكاد أستطيع تأمين احتياجات أسرتي قبل رمضان، والآن أصبح الأمر شبه مستحيل”.

أعباء معيشية تفوق القدرة على التحمل

في ظل هذا التراجع الكبير في فرص العمل، تزداد الأعباء على العائلات التي تحتاج يوميًا إلى قرابة 200 ألف ليرة سورية فقط لتأمين وجبتي الإفطار والسحور، عدا عن تكاليف أخرى مثل الوقود والاحتياجات الأساسية، هذا الواقع دفع بعض العمال إلى البحث عن أي عمل بديل، حتى لو بأجر زهيد، بينما اضطر آخرون إلى الاستدانة أو الاعتماد على المساعدات المحدودة.

يبقى شهر رمضان فترة صعبة على عمال المياومة في ريف دمشق، الذين يعيشون تحت ضغط الحاجة المستمرة للعمل، في وقت يواجهون فيه ندرة الفرص وارتفاع الأسعار، ما يجعل تأمين أبسط متطلبات الحياة اليومية تحديًا قاسيًا لا يجدون له حلاً.

مقالات ذات صلة