مع دخول أول أيام شهر رمضان المبارك، تشهد مدينة جبلة حركة سوقية محدودة تنعكس على شكل مشاهد متباينة بين الباعة والمشترين.
وعلى الرغم من الأجواء الروحانية التي تغلف الشهر الفضيل، إلا أن الواقع الاقتصادي الصعب يلقي بظلاله على أداء الأسواق، حيث يبدو أن القدرة الشرائية للمواطنين قد تراجعت بشكل ملحوظ.
آلاء مورللي، إحدى سكان مدينة جبلة، عبّرت في حديثها لمنصة سوريا 24، عن المشهد الذي رصدته خلال جولتها قائلة: إن “هناك أشخاص في السوق يقومون بشراء احتياجاتهم، لكن الحركة العامة للناس تبقى ضعيفة”.
وأشارت إلى أن هناك بعض الأشخاص يشترون احتياجاتهم قبل ساعات الظهيرة، وهو ما يعكس حالة من التردد لدى المواطنين بشأن التسوق في وقت متأخر من اليوم أي في ساعات ما قبل الإفطار.
وأضافت: أن “الأجواء ليست كما اعتدنا عليها في السنوات السابقة، فالأسواق تعاني من ضعف الإقبال رغم وجود البعض ممن يستعدون لاستقبال الشهر الكريم”.
ويعكس هذا الوضع واقعاً اقتصادياً صعباً يفرض تحديات كبيرة على العائلات السورية التي تسعى لتوفير الاحتياجات الأساسية لأفرادها.
وفيما يتعلق بالأسعار، فإن المعطيات تشير إلى استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم، مما يزيد من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود، حسب ما ذكرت آلاء.
وبلغ سعر كيلوغرام اللحمة 120 ألف ليرة سورية، بينما يتراوح سعر كيلوغرام البندورة بين 8 إلى 10 آلاف ليرة سورية، وكيلو غرام البطاطا عند 3500 ليرة سورية، ما يجعل من توفير وجبات الإفطار والسحور أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للكثيرين.
وعلى الجانب الآخر، وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية القاسية، وحسب ما أفادت به مروة البوش في حديثها لمنصة سوريا ٢٤، برزت العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية التي تسعى لتوفير الدعم للأسر المحتاجة وإدخال البسمة على وجوه الصائمين.
ومن أبرز هذه المبادرات:
– فلوكة الحرية: قامت بتوزيع سلل غذائية رمضانية تحتوي على المواد الأساسية التي يحتاجها المواطنون خلال الشهر الكريم.
– فريق ملهم التطوعي: أطلق حملة بعنوان “حملة المليار”، تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الأسر الأكثر حاجة. كما يقوم الفريق بتوزيع وجبات إفطار صائم في مختلف المناطق.
– منظمة يد بيد: تعمل على تنفيذ مشروع إفطار صائم، حيث يتم توزيع وجبات جاهزة على الصائمين في الشوارع والأحياء الفقيرة.
-جمعية صلة إحسان: لم تغب عن المشهد الإنساني، حيث تقوم بتوزيع سلل غذائية وأساسية على الأسر المتعففة.
– أهالي الخير: مجموعة من المتطوعين المحليين الذين لم يقصروا في تقديم يد العون، سواء من خلال توزيع السلل الغذائية أو تنظيم فعاليات إفطار جماعي.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بسوريا، أوضحت مروة أن هذه المبادرات الإنسانية تشكل بصيص أمل في ظلام الحاجة، فهي لا تقدم فقط الدعم المادي، بل تعمل أيضاً على تعزيز روح التكافل والتآزر بين أبناء المجتمع الواحد.
وفي الوقت الذي تواجه فيه الأسواق ضعفاً في الحركة الشرائية، تبقى الجهود الخيرية والإنسانية بمثابة السند الحقيقي للعائلات التي تجد نفسها عاجزة عن مواجهة غلاء الأسعار، وفق المصادر ذاتها.
ومع استمرار الشهر الفضيل، يبقى الرجاء قائماً بأن تتكاتف الجهود لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، وأن يكون شهر رمضان مناسبة لإعادة بناء الروابط الاجتماعية وتقوية أواصر التعاون بين الجميع.