ساد الهدوء مدينة جرمانا في ريف دمشق بعد يومين من التوترات الأمنية، إثر مقتل عنصر أمني على يد مسلحين. وجاء ذلك عقب اتفاق بين السلطات السورية وشيوخ الطائفة الدرزية وأبناء المدينة، نصّ على إنهاء وجود السلاح خارج إطار الدولة، وحل فصيل “درع جرمانا”، وتسليم المتهم بقتل عنصر الأمن.
وأكد الشيخ ليث البلعوس لمنصة سوريا 24 أن “الأمن استتب في جرمانا بفضل جهود الوطنيين السوريين”، مشددًا على رفض التدخلات الخارجية.
وكانت السلطات المحلية في محافظة ريف دمشق قد اتفقت مع مشيخة العقل والفعاليات الاجتماعية على تعزيز الأمن في المدينة عبر دخول المؤسسات الأمنية والشرطية لتأدية دورها في حفظ الاستقرار وحماية المجتمع ومؤسسات الدولة.
في سياق هذه الجهود، توجه معاون محافظ دمشق أحمد الدالاتي، والمقدم حسام الطحان، مدير الأمن في ريف دمشق، والدكتور محمد علي عامر، مسؤول منطقة الغوطة الشرقية، إلى المدينة لعقد اجتماع مع مشيخة العقل والفعاليات الاجتماعية.
وأوضحت محافظة ريف دمشق في بيان لها أن هذا التعاون أسفر عن الاتفاق على دخول المؤسسات الأمنية والشرطية إلى المدينة بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المجتمع ومؤسسات الدولة.
من جهته، وصف الناشط السياسي في التجمع المهني نضال بوصبح الوضع في جرمانا بـ “المستقر”، مؤكدًا لمنصة سوريا 24 أن الحادث الذي وقع كان “إشكالًا فرديًا” ناتجًا عن تصعيد الخطاب الطائفي، معربًا عن قلقه من وجود تجاوزات مرتبطة بـ “الشحن الطائفي”.
وأشار بوصبح إلى أن ما حدث كان متوقعًا بسبب التحريض الطائفي المعادي لدخول قوى الدولة والأمن العام إلى المناطق الدرزية، وهي محاولات من قبل البعض لتخريب الاستقرار في السويداء وجرمانا. ورغم ذلك، حذر من أن الوضع في المدينة ما يزال “هشًا”، بسبب ضعف الدولة في بعض المناطق، وكذلك وجود فصائل مسلحة ما تزال تحمل السلاح، بالإضافة إلى تجاوزات وصفها بـ “الفردية” من بعض أفراد الأمن العام نتيجة نقص التدريب والتأهيل المسبق، مما يجعل الوضع ما يزال هشًا.
وفي الأيام الماضية، حاولت إسرائيل استغلال التوترات في جرمانا، وأصدرت تصريحات مثيرة للجدل، حيث أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس عن استعداد الجيش الإسرائيلي “للدفاع عن دروز جرمانا” ضد ما وصفوه بـ “تهديدات النظام السوري الجديد”، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بأي أذى يلحق بهذه الطائفة.
في رد على هذه التصريحات، أكد الشيخ ليث البلعوس في تصريح لمنصة سوريا 24: “موقفنا ثابت تجاه التصريحات الإسرائيلية، فسوريا وطننا والتاريخ يشهد أن الجنوب هو من يوحد الوطن”.
كما أضاف الشيخ البلعوس: “نرفض التدخلات الخارجية في شؤون سوريا، وستتفوق الإرادة السورية على إرادة الجميع”.
فيما حذّر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من “مشروع كبير لجرّ ضعفاء النفوس إلى حروب أهلية”، مؤكدًا أن “الصهيونية تسعى للتمدد في جبل العرب كما استغلت الدروز لقمع الفلسطينيين”.
كما هاجم جنبلاط الشيخ موفق طريف، معتبرًا أنه “يدّعي تمثيل دروز المنطقة بالتعاون مع الصهيونية، وهو لا يمثلنا”.