انطلقت بطولة “النصر والتحرير” للفروسية في نادي الفروسية بمنطقة الديماس في ريف دمشق، وسط أجواء حماسية ومتابعة جماهيرية واسعة.
البطولة، التي أُقيمت تحت إشراف زيد أبو زيد، المشرف العام على الخيول، وبحضور العميد أسامة الشيخ حامد، مدير إدارة الإعداد البدني والرياضة في الجيش والقوات المسلحة، جاءت لتحيي روح التحدي والإبداع الرياضي، ولتحتفي بالانتصارات الوطنية التي حققها الشعب السوري.
مشاركة واسعة وتنظيم احترافي
أكد العميد أسامة الشيخ حامد، في حديثه لمنصة “سوريا 24”، أن البطولة شهدت مشاركة أكثر من 90 فارسًا وفارسة من مختلف الفئات العمرية، مما يعكس وحدة وتلاحم المجتمع السوري حول رياضة الفروسية.
هذا التجمع الرياضي، وحسب الشيخ حامد، لم يكن مجرد منافسة، بل كان رسالة قوية تعزز الروح الوطنية بين الحضور، حيث استعاد الجميع الأمل بمستقبل أفضل للرياضة في سوريا.
وأضاف العميد أن التنظيم المحترف للبطولة، رغم فترة التحضير القصيرة التي لم تتجاوز أسبوعًا، كان عاملًا أساسيًا في نجاحها.
وساهمت الجهود الكبيرة التي بُذلت لتأهيل الصالة وتنظيم المنافسات بسلاسة في تمكين الفرسان من تقديم أفضل ما لديهم.
وتلعب هذه البطولات دورًا محوريًا في اكتشاف المواهب الجديدة، وزيادة الاهتمام الجماهيري برياضة الفروسية، ورفع مستوى المنافسة بين الفرسان، وفق تعبير الشيخ حامد.
رسالة وطنية تتجاوز المنافسة الرياضية
لم يكن اختيار اسم “بطولة النصر والتحرير” عشوائيًا، بل يحمل دلالات وطنية عميقة، إذ يشير إلى الانتصارات التي حققها الشعب السوري في مسيرته نحو الاستقرار والازدهار.
وفي هذا الجانب، أكد الشيخ حامد أن هذا الاسم يرمز أيضًا إلى مرحلة جديدة من الحرية والانفتاح بعد سنوات من التحديات والصعوبات.
من جهته، أعرب زيد أبو زيد عن فخره الكبير بنجاح البطولة، مشيرًا إلى أنها كانت خطوة هامة لإعادة اللعبة إلى أصحابها الحقيقيين، بعد أن كانت حكرًا على فئة معينة من المجتمع، قائلًا: “ساهمت البطولة في تعزيز الروح الوطنية واستعادة اللعبة لكل محب لها، بعيدًا عن الانغلاق الذي كان سائدًا في الماضي”.
وأوضح في حديثه لمنصة “سوريا 24” أن العامل الأساسي وراء نجاح البطولة هو روح المحبة والعمل الجماعي الذي أظهره الفريق المنظم، والذي تمكن من تحقيق هذا الإنجاز في وقت قياسي.
وأشار أبو زيد إلى أن البطولة ليست مجرد حدث رياضي، بل هي حلقة من حلقات النصر التي خُطّت على جميع تراب سوريا، مؤكدًا أن الجسم العسكري كان وما زال جزءًا لا يتجزأ من نجاح هذه اللعبة الجميلة.
رؤية مستقبلية لتطوير رياضة الفروسية
وأجمع المتحدثان على أن البطولات المشابهة تسهم بشكل كبير في إثراء ساحة الفروسية وتطويرها للأفضل، حيث تخلق جوًا من الإبداع والتنافسية بين الفرسان، إذ إن مثل هذه الفعاليات يمكن أن تكون نقطة انطلاق لتوسيع قاعدة المشاركين، سواء من داخل سوريا أو من الدول المجاورة، بالإضافة إلى تنويع الفعاليات المرافقة لجذب مختلف فئات الجمهور.
ولجعل هذه البطولات أكثر جاذبية وشعبية، أوصى الشيخ حامد بضرورة الترويج الإعلامي المكثف باستخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتحسين مرافق الجمهور لجعل تجربة الحضور أكثر راحة وجاذبية، مبينًا أن هذه الخطوات ستكون حجر الأساس لتعزيز مكانة رياضة الفروسية في سوريا وجعلها أكثر شعبية وإلهامًا للجماهير.