واصلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عمليات تفريغ المخيمات، حيث أعلنت، اليوم الثلاثاء، عن مغادرة 80 عائلة سورية، تضم 471 شخصًا، من مخيم العريشة بريف الحسكة، متجهين نحو مناطقهم الأصلية، في خطوة تهدف إلى تقليل أعداد النازحين داخل المخيمات.
وتعد هذه الدفعة الثانية التي تغادر المخيم خلال الفترة الأخيرة، بعد أن شهد خروج 305 أشخاص في دفعة سابقة.
وأكدت “الإدارة الذاتية” أنها تعمل على تقديم التسهيلات اللازمة للراغبين في العودة إلى ديارهم، في وقت تزداد فيه المطالبات بتوفير دعم حقيقي للعائدين لضمان استقرارهم بعد سنوات من النزوح.
ووفقًا لمراسل سوريا 24 في المنطقة الشرقية، فإن عملية إخراج العائلات جاءت بمبادرة من الإدارة الذاتية، دون أي تدخل مباشر من المنظمات الدولية أو الحاجة إلى كفالات عشائرية، التي كانت شرطًا في عمليات الإخلاء السابقة ببعض المخيمات الأخرى.
ومن المتوقع أن تتجه العائلات المُفرج عنها إلى دير الزور ورأس العين وغيرها، حيث تأمل في أن تجد تحسنًا في الأوضاع المعيشية والبنية التحتية التي دمرتها الحرب.
أُنشئ مخيم العريشة في أيار/مايو 2017، ليكون وجهة للنازحين الفارين من المعارك التي دارت في ريف دير الزور ضد تنظيم داعش، وعلى مدار السنوات الماضية، استقبل المخيم آلاف العائلات التي وجدت نفسها مجبرة على ترك منازلها بسبب الحرب والاضطرابات الأمنية.
ويضم المخيم حاليًا نحو 2700 عائلة، معظمهم من أبناء دير الزور، إضافة إلى نازحين من مناطق أخرى مثل رأس العين وغيرها، ممن لا تزال مناطقهم تعاني من الدمار ونقص الخدمات الأساسية.
ورغم استمرار عمليات الإخلاء، إلا أن التحديات التي تواجه العائدين تبقى كبيرة، حيث تعاني العديد من المناطق التي نزحوا منها من دمار واسع، وضعف في توفر الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة، فضلاً عن مخاوف أمنية بسبب نشاط خلايا تنظيم داعش في بعض المناطق.
ويأمل النازحون في أن تترافق عمليات الإخلاء مع برامج دعم وإعادة تأهيل حقيقية، تضمن لهم حياة كريمة بعد سنوات من العيش في ظروف المخيمات القاسية.