حي القابون: الدمار يغيب بهجة الأجواء الرمضانية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في ظل الأجواء الرمضانية التي اعتادت دمشق أن تضج بها كل عام، يبدو حي القابون شاهدًا على الغياب الكامل لهذه الأجواء المميزة.

فبينما يحل شهر رمضان الكريم بأجوائه الروحانية والاجتماعية في بقية أحياء العاصمة السورية، يبقى القابون معلقًا بين ركام الحرب وواقع مرير يعيشه سكانه، الذين عاد بعضهم بعد سنوات من النزوح ليواجهوا دمارًا هائلًا وغيابًا شبه كامل للخدمات الأساسية.

رمضان بلا ملامح في حي القابون

أكد الناشط قصي عبد الباري، في حديثه لمنصة “سوريا 24”، أن “أجواء رمضان غائبة تمامًا”.

ويعتمد سكان الحي على بسطة أو اثنتين فقط لبيع المعروك والعصائر وبعض الأغراض البسيطة التي تذكرهم بشهر الصوم، ومع ذلك، فإن هذه المحاولات البسيطة لا تكفي لإعادة الحياة إلى الحي، الذي كان يومًا ما نابضًا بالحركة، حسب عبد الباري.

هذا الواقع المرير جعل الحياة اليومية لأهالي القابون صعبة للغاية، حيث يعاني السكان من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، ونقص المياه، وغياب وسائل النقل العام: “الأسعار غالية جدًّا مثل العاصمة دمشق، لكن الواقع الخدمي هنا سيئ للغاية، الكهرباء والمياه والمواصلات كلها تحت الصفر”، وفق ما ذكر عبد الباري.

جهود محدودة وإعادة إعمار بطيئة

ورغم الجهود المبذولة لإعادة فتح الطرقات الرئيسية وإزالة الأنقاض من قبل الدفاع المدني ومجلس محافظة دمشق، فإن العودة إلى الحي لا تزال محدودة جدًّا.

وفي هذا الصدد، يوضح عبد الباري: “البيوت مدمرة، والناس هي من ترمم بيوتها بنفسها”، مؤكدًا أن المساعدات الحكومية أو منظمات الإغاثة كانت محدودة للغاية، ولم تتجاوز حتى الآن إزالة الأنقاض من الطرقات الرئيسية، بينما لا تزال المنازل المتضررة بانتظار من يعيد بناءها.

حياة صعبة وفرص عمل شبه معدومة

من جانبه، قال خالد القاضي، أحد سكان الحي، في حديثه لمنصة “سوريا 24”: “حي القابون لا يشهد أي أجواء رمضانية بسبب الدمار الهائل الموجود فيه، والأسواق غير موجودة تقريبًا، والنشاط التجاري يقتصر على متجر أو اثنين صغيرين يقدمان بعض السلع الأساسية”.

ومعظم السكان يعملون حاليًا في تنظيف الركام وإزالة الأنقاض، وهي أعمال لا تدر دخلًا كافيًا لتلبية الاحتياجات الأساسية: “الأسعار دائمًا مرتفعة بسبب عدم توفر فرص العمل”.

وبالنسبة للمنظمات الإنسانية، يقول خالد إنها لم تقدم أي مساعدات تُذكر، باستثناء جمعية محلية تدعى “جمعية القابون”، التي قامت بتوزيع بعض المساعدات، لكنها كانت مقتصرة على أهالي الحي المقيمين في الخارج (المغتربين) الذين عادوا مؤخرًا، أما بالنسبة للعائلات النازحة من الشمال السوري، فقد استقر عدد منها في منطقة الديماس القريبة، حيث لا تزال تبحث عن مأوى آمن.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 50 عائلة فقط عادت إلى الحي حتى الآن، وهو عدد ضئيل جدًّا مقارنة بعدد السكان السابقين. ومع ذلك، فإن هؤلاء العائدين يواجهون تحديات كبيرة، حيث لا توجد منازل صالحة للسكن، ولا تتوفر الخدمات الأساسية التي يحتاجونها.

وفي ظل هذا الواقع المتردي، يطالب أهالي حي القابون بتدخل عاجل من الحكومة والمنظمات الإنسانية لإعادة إعمار الحي وتوفير الخدمات الأساسية، إذ إن غياب الكهرباء والمياه والمواصلات يجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة، خاصة في شهر رمضان، الذي يتطلب توفير احتياجات إضافية للأسر.

مقالات ذات صلة