حلب: تحديات كبيرة تحول دون إعادة ترميم أسواق المدينة القديمة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بعد مرور نحو أربعة أشهر على سقوط نظام الأسد، لا تزال جهود إعادة الإعمار تواجه تحديات كبيرة، خاصة في المدن التي تعرضت لدمار واسع. ورغم الأهمية التاريخية والتراثية لمدينة حلب القديمة، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، فإن عمليات الترميم تسير ببطء شديد، ما يترك السكان والتجار في حالة انتظار مستمرة.

توقف وتأخر في الترميم

خلّف نظام الأسد دمارًا كبيرًا في المدينة القديمة، حيث أجرت منظمة اليونسكو في عام 2017 تقييمًا لحجم الأضرار التي تعرضت لها المواقع المدرجة في لائحة التراث العالمي في مدينة حلب القديمة، وأكدت أن ثلث المدينة تم تدميره بالكامل خلال سنوات الحرب في سوريا.

وأضافت المنظمة أن “60% من مدينة حلب القديمة تضرر بشكل كبير، و30% تم تدميره بشكل كامل”.

وفقًا لمحمد علي العزيز، رئيس مجلس محلي مدينة حلب، فقد تم استئناف العمل في ترميم الأسواق القديمة بعد سقوط نظام الأسد، لكن التنفيذ يتم في الغالب عبر منظمات غير حكومية أو على نفقة أصحاب المحال التجارية والخانات، بإشراف مجلس المدينة.

وأوضح العزيز لمنصة سوريا 24 أن أعداد المحال التي تحتاج إلى ترميم بلغت نحو 1376 محلًا، بينما تشير التقديرات إلى أن الكلفة الإجمالية لإعادة تأهيل كامل المدينة قد تصل إلى 11 مليون دولار.

جهود متفرقة وسط نقص التمويل

أعلن مدير الآثار في حلب، منير القسقاس، أنه تم ترميم بعض الأسواق خلال الفترة التي تلت سقوط نظام الأسد، من بينها سوق المحمص الذي شهد إعادة تأهيل 24 محلًا خلال الشهر الماضي، حيث سُلِّمت لأصحابها رسميًا، فيما لا تزال أسواق “الزرب، العبي، الباطية، الدراع، الجوخ، الصياغ، والصرماتية” تنتظر أن تشملها أعمال إعادة الإعمار.

التحديات التي تواجه السلطات القائمة في المدينة كبيرة، وأبرزها نقص التمويل اللازم لاستكمال عمليات الترميم. ويشير مصدر خاص مطلع على سير العمل قبل سقوط النظام إلى أن منظمة آغا خان كانت المرمم الأساسي للمدينة القديمة، حيث قدمت التمويل والخبراء الدوليين، واستعانت بعدة شركات محلية تحت إشراف دقيق من مديرية آثار حلب ومديرية الأوقاف في حال كانت العقارات تابعة لها. لكن بعد ذلك، فرضت الأمانة السورية للتنمية وصايتها على المنظمة، وأوكلت الأعمال لشركتها التابعة “دياري”، ما أدى إلى تباطؤ وتيرة العمل، وتوقفه بعد سقوط النظام.

استئناف محدود لأعمال الترميم

في شباط/ فبراير الماضي، استؤنفت بعض أعمال الترميم في المسجد الأموي بحلب، بهدف افتتاحه قريبًا. ومع ذلك، ما تزال عمليات إعادة الإعمار الشاملة تواجه عقبات سياسية وإدارية، ما يجعل السكان والتجار عالقين بين الوعود الرسمية والتأخّر المستمر في التنفيذ.

بين الأمل والإحباط

التجار وأصحاب المحال في المدينة القديمة، الذين ينتظرون إعادة بناء أرزاقهم منذ سنوات، يعبرون عن إحباطهم من بطء العمل. يقول أبو محمد، القادم من مدينة غازي عنتاب، والمالك لمحل في سوق الزرب، لمنصة سوريا 24: “مع الأسف، الواقع كارثي وحجم الدمار كبير، والآمال بإعادة الترميم في وقت قريب على ما يبدو تحتاج إلى معجزة”.

في ظل هذه التحديات، تبقى إعادة إعمار حلب القديمة رهينة العوامل الاقتصادية والسياسية، بينما يأمل السكان أن يشهدوا تقدمًا ملموسًا يعيد لهذه المدينة العريقة رونقها التاريخي.

مقالات ذات صلة