أكد نور الحسن، أحد أبناء محافظة القنيطرة جنوب سوريا، في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن أجواء رمضان هذا العام تأتي مثقلة بالهموم المعيشية والاقتصادية التي تواجه الأهالي، في ظل غياب الخدمات وتفاقم الفقر وشح الموارد.
وقال الحسن: “يحلّ الشهر الفضيل ببركاته الروحية، لكنه يأتي أيضًا مثقلًا بأعباء الحياة الصعبة التي تواجهها الأسر المحلية”، مضيفًا: “رمضان هو شهر الخير، لكن الناس فقيرة، مما يجعل الشهر يأتي ثقيلاً على الجميع”.
في مركز محافظة القنيطرة، سواء في خان أرنبة أو مدينة البعث، يبدو المشهد الاقتصادي مترديًا، فالأسواق تعاني من إقبال ضعيف للغاية، بينما في باقي البلدات لا توجد أي حركة شراء تُذكر.
ووفقًا للحسن، فإن السبب الرئيسي لهذا التراجع هو الوضع المعيشي السيئ الذي يعاني منه الأهالي، ومع ذلك، لا تزال هناك مبادرات محلية تحاول إنعاش السوق ولو بشكل متواضع.
غياب الدعم الإنساني يزيد من المعاناة
ما يزيد من صعوبة الأوضاع هو غياب المنظمات الإنسانية عن المنطقة، إذ تبرر هذه المنظمات غيابها بـ”الخوف من التوغل الإسرائيلي”، وهو عذر يراه السكان المحليون غير مقنع أبدًا، حسب الحسن.
الوضع المعيشي في القنيطرة “صعب للغاية”، إذ إن معظم الأهالي يعتمدون على الحوالات المالية الخارجية وعلى الزراعة لتحقيق قوت يومهم، ولكن الزراعة هذا العام تواجه تحديات كبيرة بسبب قلة الأمطار، مما أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي وأدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني السكان من غياب الخدمات الأساسية، فالكهرباء والمياه والصحة والتعليم كلها خدمات تكاد تكون معدومة أو غير متوفرة بشكل كافٍ.
أما الأمر الأكثر صعوبة فهو أن مصدر دخل معظم السكان هو الزراعة فقط، لكنها لم تعد مجدية في ظل الجفاف وشح الموارد.
التوغلات الإسرائيلية والبطالة أبرز المخاوف
إلى جانب المعاناة الاقتصادية، تبقى التوغلات الإسرائيلية المستمرة مصدر قلق كبير للأهالي، حيث تتزايد محاولات “قضم” المزيد من الأراضي، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
كما أن البطالة تظل مشكلة مستعصية، رغم وجود نسبة تعليم مرتفعة في القنيطرة، إذ يمتلك العديد من الشباب شهادات جامعية عليا، إلا أنهم لا يجدون فرص عمل بسبب قلة الشواغر.
وتجعل هذه المشكلة الشباب يشعرون بالإحباط، خاصة وأنهم لا يستطيعون الاستفادة من تعليمهم في ظل غياب الفرص الوظيفية.
وأضاف الحسن: “الأرض لم تعد تعطي بما يكفي بسبب قلة الأمطار، والمواشي أيضًا تعاني من الجفاف، فالمسؤوليات كبيرة والدخل شبه معدوم، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة يومًا بعد يوم”.
ووسط كل ذلك، تتطلب المعاناة اليومية للأهالي تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم وإيجاد حلول مستدامة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية.